Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

محمد فارس يكتب: نماذج من صِنف ماكرون عرَفها التّاريخ

محمد فارس

لا أعتقد أنّ [ماكْرون] قد أضاف جديدًا إلى العَداء، والهجمة التي ظلّ الإسلامُ ونبي الإسلامِ عليه الصّلاة والسلام، هدفًا لها عبْر التاريخ؛ فالشّنشنات والافتراءات التي يردّدها [ماكْرون] على أسماع المغفّلين الذين يُثْنون عليه في وسائل الإعلام الـمُغْرضة وما أكثَرها في [فرنسا] العار والشّنَار، وكذلك متصَهْيِنون عَرب يؤيِّدون هجْمتَه على نبي الإسلام، ويساندون سياستَه، وينشرون أقوالَه، هؤلاء جميعًا عرف التاريخُ أمثالهم، ومعلوم أن مُهاجمة الإسلام ونشر صوَر مسيئة لنبيّه الكريم، صارتْ مادّةً دِعائية مُربحة للسّياسيين المكَرة، ولدُور نَشْر الصّحف التي لا يقرؤُها أحد مثْل ذاك [le torchon] الذي يُسمّى [شارْلي إيبدو] المغمورة، وهي من الصُّحف الصّفراء المعروفة بالإثارة الجنسية، وبأخبار جرائم حدثَتْ في دنيا الخيال، كما كانت تفعَل أسبوعية [Détective] سابقًا، حيث كانت تتحدّث عن جرائم عاطفية، وأخرى سببُها الشّذوذ الجنسي، وهي كلّها جرائم من إبداع خيالٍ مريض..
وهناك فلاسفة وأدباء استغلّوا شُهْرتهم للتّشهير برسول الله صلى الله عليه وسلام، وبالإسلام، والـمُسْلمين، وما أكثر هؤلاء في كل العصور، وفي شتى الأصقاع والبقاع، و[ماكْرون] رئيسُ جمهورية [فرنسا] العَلمانية المتطرّفة، يردّد الآن ما قالوه، فمنهم من اتّعظ واعتذَر، ومنهم من مات على غيِّه، وفِسْقِه حتى قذف به التاريخُ وبكتابتِه إلى مزابل الإهمال، وإلى ركامِ النّسيان، ممّا يبيّن أنّ عداءَ [الغَرب] عامّة، للإسلام قديم، وليس وليد اليوم كما قد يعتقد البعض.. فالحَملة الصّليبية على الإسلام وعلى بلاد المسلمين، لم تكُن فقط بالأسلحة وحدّ السّيف، بل كانت كذلك بالقلم، واللغة، والقِرطاس.. فلو عُدْنا لكتابات بعض الغربيين الذين افتَروا على الإسلام وابتدعوا الأكاذيب في حقّ نبيّه عليه السلام، لتَبيّن بالدّليل أنّ [ماكْرون] يردّد ما قاله أسيادُه، ولكنّه يتفوّق عليهم بكونه يَستعمل وسائل متطوّرة توفّرها وسائل الإعلام من صوْت وصورة، وهو ما لم يتوفّر لغيره من الحاقدين في أزمنة غابرة؛ فهذه النماذج كثيرة لو نحن أردنا استعراضَها في هذا الحيّز الضّيق، لكنّنا سنذكُر بعضًا منها كأمثلة.. لكن يجب أن نعترف بأنّ من هؤلاء الفلاسفة والكتّاب، من أنصَف الإسلام وامتدَحه وذكَر مكارمَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقد ذكَرنا بعضهم في مقالات سابقة؛ هؤلاء النّزهاء لا يَعنينا أمرهُم ها هنا بلْ سنذْكُر الأشقياء..
ففي الأدب الإنجليزي، رواياتٌ نخصّ منها بالذكر رواية [الـمَخْطوبة] للكاتب المدعو [السّيْر ولتَر سكوت] التي نال فيها من الإسلام والمسلمين، واستعمل كل ما أُوتي من قُدرة على التّدليس والتّحريف والكذب والافتراء؛ لقد اعتبر المسلمين جبناء، ووحوشًا، وقُطّاع طرق، فهو لا يختلف عن زملائه الغربيين الآخرين الـمُعادين للإسلام من فصيلة [ليسينْج]، و[بايْرون]، و[إليكساندر بوب]، و[ماكس وِيبر]، والملِكَة [إيزايبلاّ]، والمستكشِفَيْن [كولومبوس]، و[ماجيلاّن] وقسْ على ذلك؛ كلّهم يوحّدهم الكذِب، إذ يَرون أنّ المسلمين كفار، وملاحدة، وأنّ الإسلامَ دينٌ مزيَّف، وعقيدة مُختلقَة، تغرِّر بالإنسان، وتحْكُم عليه بالشّقاء.. لكن الذي تفوَّق في هذا النّوع من الكتابات المعادية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وللإسلام والمسلمين، هو الفيلسوفُ الفرنسي، سَليطُ اللّسان، وقبيحُ الخِلقة، وأعني به [ڤولتير]، حيث تجاوزَ الحدودَ، وشتَم رسول الله، وكأنّ له عداوة شخصية مع النّبي الكريم، تمامًا كما يَفعل اليوم الحاقدون على الإسلام من سياسيين، وملاحدة، وعَلمانيين مُتطرّفين شاذّين في عَلمانيتهم المتوحّشة مِثْل [ماكْرون] وطبّالتِه من مُتصَهْيِنين، وشواذّ، وفاسقين..
في مسرحيته [التّعصّب أو محمّد الرّسول]، يقول [ڤُولتير]، وهو من كتّاب عصر التّنوير: [إنّ أيَّ إنسان عاقل، يَرفض الاقتناع، بأن تاجرَ إبل، ادّعى أنّ الملاكَ (جبريل) يتجلّى له، فيُدخِله في انخطاف، توحي له السّماء بكتاب مُبْهم، لا تخلو صفحة من صفحاته، ممّا يتعارض مع العقل والمنطق، استطاع أن يحوِّلَ فتنةً صغيرة، أثارها دسْكَرة، إلى حدثٍ كبير، اجتمع حوْله بعض القُرشيين، وأنّه استطاع أن يَفرض كتابه بالحديد والنّار، فيذبَح الآباء، ويَخطف البنات، ويُجبِر المغلوب على اعتناق دينه.. إنّها أمورٌ لا يَقبلها أحدٌ، اللّهمّ إلا إذا كان تركيًا وأعْمت الشّعوذةُ قلبَه، وحجبَتْ عن بصيرتِه نورَ الحقيقة..].. في هذه المسرحية يصف [ڤولتير] شخصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فترد فيها أوصافٌ مثْل: (إنّه مُهْوس، مخادع، يعْبد الأوثان، متعصِّب، مضلِّل، مُحْتال، متوحّش، كذّاب، ظالم، لصّ، منشقّ حقير، سائق جِمال، غاوٍ للنّساء، خائن، مِزْواج، طاغية، يتملّك ساديةَ الانتقام، فهو وبالجملة، تجسيدٌ مطْلق للشّر، والإسلامُ مرادفٌ للجهل والإرهاب..)؛ فكل هذه الأوصاف ترد على ألْسِنة الـمُعادين للإسلام من عَجم ومن بعض العُربان الـمُتصهْيِنين من كتاب، وسياسيين، وعُملاء من ذوي الرّدة والرياء، وكذلك الطّماعين من الجبناء، وأصحاب المصالح الشّخصية، بالإضافة إلى خُدّام وعملاء الماسونية والصُّهيونية والخائفين على المناصب، والمراتب، والكراسي، وغير ذلك من الأطماع.. فكم كانت دهشتي بل صَدْمتي شديدة عندما وجدتُ في قائمة الماسونيين اسم [ڤولتير]؛ فكلّما فتّشتُ الكتبَ إلاّ وعثَرتُ على حقيقة صادمة، وصدَق السّيد [المسيح] عليه السلام، حين قال: [فَتِّشوا الكتُب، تَعرفون الحقَّ، والحقُّ يُحرِّركم]؛ والرأيُ الآن متروكٌ للسّادة القُراء الكرام، ثمّ بأبي أنتَ وأمّي يا رسول الله!

Exit mobile version