Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مستقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على المحك بعد تمرد فاغنر

يشغل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو منصبه منذ أكثر من عقد، وهو لا يعد فقط حليفا سياسيا للرئيس فلاديمير بوتين، بل كذلك أحد أصدقائه القلائل داخل النخبة الروسية، لكن علاقتهما صارت على ما يبدو على المحك .

وسبح الرجلان معا في سيبيريا النائية، وتشاركا رحلات صيد ولعبا في نفس فريق هوكي الجليد.

والآن، تواجه صداقتهما، ومسيرتهما السياسية الممتدة لعقود، أكبر اختبار بعد التمر د المسلح لقائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي انتقد طريقة تعامل وزير الدفاع مع غزو أوكرانيا.

يبدو أن بوتين نجا من التمر د بعد وساطة مفاجئة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو. لكن وضع شويغو لا يزال هش ا بسبب الشد ة غير المسبوقة لانتقادات بريغوجين له ولوزارته.

ونجح بريغوجين في الاستيلاء على مقر القيادة الجنوبية للجيش الروسي في “روستوف-نا-دونو”، مدينة روستوف الواقعة على نهر الدون والتي تعتبر المركز العصبي للعمليات السعكرية في أوكرانيا. وات هم قائد فاغنر شويغو بالفرار “مثل الجبان” وتعه د بأن ه “سيتم إيقافه”.

ومذاك اختفى وزير الدفاع، ولا يزال متواريا عن الأنظار.

وكان قائد فاغنر ات هم في وقت سابق شويغو وخصمه الآخر رئيس الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف، بالمسؤولية عن مقتل “عشرات الآلاف من الروس” في الحرب و”تسليم الأراضي للعدو”.

ويرى مدير المرصد الفرنسي الروسي أرنو دوبيان أن “المنتصز الأكبر في هذه الليلة هو لوكاشنكو” أما “الخاسر الأكبر فهو شويغو”.

لكن حتى قبل اندلاع التمرد ليل الجمعة، كان شويغو تحت ضغط هائل بسبب انتقادات بريغوجين وفشل القوات المسلحة الروسية في إحراز تقد م.

ولشويغو مسيرة سياسية طويلة الأمد لا مثيل لها في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، ووجوده في مركز السلطة في موسكو يسبق وجود بوتين نفسه.

ويتحد ر شويغو من منطقة توفا في جنوب سيبيريا، وهو من بين عدد قليل من المنتمين لأقليات إتنية شغلوا منصبا رفيعا في الحكومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

بدأ صعوده عام 1994 عندما ع ي ن وزيرا لحالات الطوارئ في السنوات الأولى لرئاسة بوريس يلتسين.

وصار حضوره مألوفا للروس، فضلا عن كونه أحد أكثر السياسيين شعبية في البلد، إذ تنق ل في كل الأنحاء للتعامل مع الكوارث التي تراوحت من حوادث الطائرات إلى الزلازل.

وخدم شويغو في الحكومة مع نحو عشرة رؤساء للوزراء، وهو يشغل حقيبة الدفاع منذ عام 2012، عندما ع ي ن حاكما لمنطقة موسكو قبل أن يعي نه بوتين وزيرا للدفاع في نفس العام بعد فضيحة فساد أسقطت سلفه أناتولي سيرديوكوف.

وم نح شويغو رتبة جنرال فور تعيينه وزيرا للدفاع، رغم افتقاره لأي خبرة عسكرية رفيعة المستوى، لكن ه أشرف بنجاح على العمليات بما في ذلك التدخل في سوريا عام 2015 والذي أبقى حليف موسكو بشار الأسد في السلطة.

في عيد ميلاده الخامس والستين، قد م له بوتين هدية خاصة هي واحد من أرفع الأوسمة الروسية، وسام “الاستحقاق للوطن” الذي أضافه إلى صندوق مليء بالأوسمة.

لكن غزو أوكرانيا الأقل نجاحا – والذي كان الكرملين يأمل في البداية أن يشهد دخول الدبابات الروسية إلى كييف – يثير باستمرار تساؤلات بشأن مستقبله.

Exit mobile version