بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لما تمر عليها لابد أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لأنها شبيهة بالمزابل، التي تستوطنها الشياطين باعتقاد عامة الناس، وهكذا كان مروري على صفحة محمد حجيب على تويتر. لم ينشر شيئا ولكن تقاسم مع متابعيه اجتماعا لحكومة الجمهورية العربية الصحراوية، التي يسميها الصحافي التونسي الصافي سعيد، الجمهورية الافتراضية.
فالسؤال الطي يلح على الذهن وأنت تشاهد مثل هذه التفاهات: هل هؤلاء معارضون للنظام كما يدعون أم معارضون للبلاد مقابل ما تجود به خزائن خصوم المغرب؟
ذكّرني هذا الفعل بقائد ألماني انشق عن هتلر..أي أنه أصبح معارضا لهتلر..
الجنرال الألماني جلوبز هويزنجر انشقّ بسبب معارضته لهتلر وفرّ إلى بريطانيا و طلب اللّجوء السياسي هناك..وقبل منحه اللجوء تم التحقيق معه..وأثناء التّحقيق معه رفض إعطاء المحقّيقين البريطانيين أيّ معلومات عسكريّة حتّى استاء أحد المحقّقين البريطانيين فقال له:
كيف تطلب منّا إعطائك لجوءا سياسيّا و منزلا في الرّيف الإنجليزي وأنت لم تعطينا في مقابل ذلك شيئا ؟
فردّ جلوبز : أنتم لا تطلبون معارضا لهتلر، أنتم تريدون خائنا لوطنه وأنا لا يمكنني أن أكون خائنا..
وأراد العودة إلى ألمانيا رغم معرفته أنّ ذلك يعنى الموت المحتّم بتهمة الخيانة إلّا أنّ الإستخبارات البريطانيّة رفضت طلبه بالعودة و قامت بتعذيبه في محاولة منها لانتزاع المعلومات منه بالقوّة ولكن دون جدوى حتّى مات تحت التعذيب …
طبعا لا يمكن المقارنة بين هتلر وبين أي حاكم مهما كان من حيث القسوة..والأولى أنه لا مجال للمقارنة بتاتا بين جنرال كبير في الجيش الألماني وبين إرهابي قضى فترة محكوميته تم خرج ليتحول إلى معارض..فلنذهب معه بعيدا. هل سمع بهذه القصة. فليكن حجيب مثلا معارضا للنظام المغربي لكن أن يكون ضد وحدة ترابه فهذا يعني أنه خائن للوطن، ومن هنا يظهر كذبه بأنه يدافع عن البلاد.
ليس حجيب وحده من باع نفسه لشيطان الخيانة ولكن هناك كثيرون، الذين زعموا لفترة أنهم ضد النظام وبعد ذلك تبين أنهم ضد البلاد والوطن، ولا يمكن أن يكون أي شخص ضد بلاده إلا إن كان خائنا.
