Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مفاوضات بوزنيقة تُمهد لحل الأزمة في ليبيا

نجحت الديبلوماسية المغربية، في خلق نوع من التوافق السياسي بين أطراف الصراع في ليبيا، وتمكنت السياسة الهادئة للمغرب من توفير أجواء إيجابية لليبيين في المغرب، ساهمت في الوصول الى بعض التوافقات السياسية التي ستمكن ليبيا من الخروج من الصراع العسكري وإنهاء مرحلة التدخلات والأطماع الخارجية وخلق الإستقرار في ليبيا، بعدما أجمع المشاركون في الحوار الليبي على تحقيق تفاهمات مهمة وإيجابية.

وكشف محمد خليفة نجم، ممثل المجلس الأعلى للدولة الليبي، في تصريح صحفي ببوزنيقة، باسم وفدي كل من المجلس وبرلمان طبرق، أن الحوار السياسي الليبي الذي يسير بشكل “إيجابي وبناء”،حقق “تفاهمات مهمة”، حيث أكد نجم، على أن الحوار السياسي بين الوفدين المتفاوضين يسير بشكل إيجابي وبناء، وأن الجميع يأمل في تحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها أن تمهد الطريق لإتمام عملية التسوية السياسية الشاملة في كامل ربوع الوطن، موضحا ” أن النقاشات تمخضت عن تفاهمات مهمة تتضمن وضع معايير واضحة تهدف للقضاء على الفساد وإهدار المال العام وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي.

وتهدف جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق، إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين، حيث أعرب الوفدان عن رغبتهما الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة المواطن الليبي، كما ثمنا سعي المملكة المغربية الصادق وحرصها على توفير المناخ الأخوي الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة على الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة المستقرة.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة قد أكد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن الدينامية الإيجابية المسجلة مؤخرا والمتمثلة في وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات من الفرقاء الليبيين، يمكن أن تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية، وأبرز بوريطة أن إيجاد مخرج للأزمة الليبية ينبني على ثلاثة ثوابت أساسية، أولها الروح الوطنية الليبية، وثانيها أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، وثالثا الثقة في قدرة المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي كمؤسستين شرعيتين على تجاوز الصعاب والدخول بكل مسؤولية في حوار يخدم مصلحة ليبيا.

وينعقد هذا الحوار بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إلى المملكة بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي. كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني ويليامز، إلى المغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية وكذا مع الشركاء الإقليميين والدوليين بغية إيجاد حل للأزمة الليبية.

من جهتها أكدت المملكة الإسبانية على أهمية ” القيمة الإيجابية ” للحوار الليبي الذي انطلق بمبادرة من المغرب بهدف التوصل إلى حل سلمي للنزاع في ليبيا ،وأكد مكتب الإعلام الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإسبانية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ” إسبانيا تدرك القيمة الإيجابية لمثل هذه الديناميات والمبادرات مثل الاجتماع بين ممثلي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في المغرب والتي من شأنها أن تساهم في دعم وتعزيز الحوار السياسي والمصالحة الوطنية بين مختلف الأطراف الليبية “، وأضاف نفس المصدر أن ” إسبانيا تعتبر أن حل النزاع الليبي لا يمكن بالضرورة إلا أن يكون سياسيا بين الليبيين ودون تدخل أجنبي ” .

و رحبت وزارة الخارجية الإيطالية، بالتزام المغرب من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، وقالت وزارة الخارجية الإيطالية ، في تغريدة على موقع “تويتر” “نرحب بالتزام المغرب من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا”، وكذلك بمساهماته الرامية إلى تحقيق الاستقرار في هذا البلد، وأبرزت الخارجية الإيطالية أن المحادثات التي جمعت في بوزنيقة بين أعضاء المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي تمثل مساهمة أخرى في المسلسل الهادف إلى تحقيق الاستقرار تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي قد أشاد ، بجهود المغرب في الحوار بين الليبيين ،واعتبر بييرو فاسينو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي أن ” إطلاق في بوزنيقة تحت رعاية المغرب وباتفاق مع الأمم المتحدة المحادثات بين ممثلي المجلس الأعلى للدولة الليبي وبرلمان طبرق يمثل خطوة مهمة إلى الأمام لترسيخ وقف إطلاق النار ومن أجل الشروع في مسلسل يروم التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية”،وأضاف فاسينو، في تصريح له بهذا الخصوص، أن “محادثات بوزنيقة تشكل فرصة ثمينة يتعين اغتنامها ودعمها من قبل كل أولئك الذين يسعون ، مثل إيطاليا والاتحاد الأوروبي، إلى تحقيق هدف التوصل إلى حل يضمن السلم والاستقرار والأمن لليبيا والمتوسط”.

و أعربت تركيا، عن تقديرها لـ”المواقف البناءة” للمغرب في سبيل حل الأزمة الليبية، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في جواب عن سؤال صحفي حول مشاورات “الحل الليبي” في مدينة بوزنيقة المغربية، أن تركيا تتابع عن كثب محادثات “بوزنيقة” المغربية، مشيرا إلى استضافة المغرب في وقت سابق لمباحثات الاتفاق السياسي الليبي أو ما يعرف بـ”اتفاق الصخيرات” سنة 2015، وسجل المسؤول التركي أن بلاده أعلنت دعمها للاتفاق حينها، مبرزا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو كان حاضرا في مراسم التوقيع، ولفت إلى أن تركيا أكدت منذ البداية تأييدها لعملية سياسية بين الليبيين، بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل حل الأزمة الليبية.

و أشاد جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوربي في الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالمبادرة المغربية لاحتضان واستضافة الحوار بين الليبيين ، وكتب رئيس الدبلوماسية الأوروبية في تغريدة على موقع “تويتر” ” نشيد ونرحب بالمبادرة المغربية التي جمعت بين أعضاء المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي في بوزنيقة “.

وحسب جوزيب بوريل فإن الأمر يتعلق ب ” مساهمة جاءت في الوقت المناسب في إطار الجهود التي تقودها منظمة الأمم المتحدة ” مشيرا إلى أن ” التزام الوفدين بإيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا هو أمر مشجع ” .

وكان الاتحاد الأوربي قد أعرب في وقت سابق اليوم عبر ناطقه الرسمي ” عن امتنانه للمغرب لدوره النشيط والفعال في إيجاد حل للنزاع الليبي “، وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي ” نحن ممتنون للمغرب لدوره النشيط والفعال مع الطرفين في دعم ومساندة العملية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة “، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ” يرحب بأية مبادرة تهدف إلى دعم عملية الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة والمضي قدما في حل النزاع الليبي من خلال عملية سياسية “.

Exit mobile version