استفاقت ساكنة منطقة عين الغازي ضواحي مدينة بني ملال، صباح اليوم الاثنين، على فاجعة أليمة راحت ضحيتها روح بريئة لم تتجاوز الخمس سنوات، بعدما انقلبت دراجة نارية ثلاثية العجلات، كان على متنها الطفل رفقة جده.
وفق ما أفاد به شهود عيان من الحي، فإن المركبة المعروفة محلياً بـ”تريبورتور” كانت تسير في منحدر حاد عندما فقد السائق، وهو جد الطفل، السيطرة عليها، لتنقلب بشكل مفاجئ مخلفة إصابة قاتلة للطفل، بينما أصيب الجد بجروح متفرقة استدعت نقله لتلقي الإسعافات اللازمة.
وتضيف مصادر محلية أن الطفل، وهو حفيد السائق من جهة ابنته، لفظ أنفاسه الأخيرة في مكان الحادث متأثراً بإصابات خطيرة، رغم محاولة بعض المارة تقديم يد المساعدة إلى حين وصول فرق الإنقاذ.
وسارعت عناصر الوقاية المدنية والمصالح الأمنية إلى موقع الحادث فور التبليغ، حيث تم نقل جثمان الطفل إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي لبني ملال، وفتح تحقيق أولي لتحديد المسؤوليات والكشف عن ظروف وملابسات هذا الحادث المفجع.
وتعيد هذه الواقعة المؤلمة إلى الواجهة النقاش حول المخاطر المتزايدة لاستعمال “التريبورتورات” في نقل الأشخاص، وخاصة الأطفال، دون توفر الحد الأدنى من شروط السلامة، سواء تعلق الأمر بالخودة الواقية أو المقاعد المخصصة للركاب، أو حتى أهلية السائقين الذين يقودونها في مسالك غير مؤهلة.
في غياب رقابة صارمة، تبقى أرواح الأبرياء عرضة للخطر، وتظل مثل هذه الحوادث ناقوس خطر يدق من جديد، مطالباً بتدخل عاجل لإعادة النظر في طريقة استعمال هذا النوع من المركبات، التي تحولت في عدد من المناطق من وسيلة نقل بديلة إلى مصدر دائم للحوادث والمآسي.