Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

من المسؤول عن استمرار أزمة التعليم؟

ما زالت أزمة قطاع التعليم متواصلة، ولا يبدو أن هناك حلا يلوح في الأفق، إذ المعركة متواصلة وشد الحبل متواصل ولا يظهر أن هناك جهة تسعى للحل أبدا، رغم أن القضية تتعلق بالتعليم، وهو القطاع الذي بواسطته يدخل الشباب المراحل الجديدة، فالاتجاه نحو سنة بيضاء أصبح احتمالا واردا، بما يعني ضياع ملايين بل ملايير الساعات من التدريس، وهنا ينبغي الا ننسى أن ما سيضيع هو جزء من تاريخ المغرب، ومهما تكن جودة التعليم في المغرب ومستواه، فإن سنة بيضاء يعني سنة من التخلف عن الواقع، وهي ردة كبرى في تاريخ البشرية باعتبار التعليم بوابة الانخراط في الراهن والمستقبل، بدل أن نبقى رهائن الماضي.
فمن المسؤول عن استمرار الأزمة في قطاع التعليم؟
وما كدنا نستبشر خيرا بالاتفاق الذي تم مع إحدى النقابات الراديكالية بحضور التنسيقيات، حتى عدنا إلى خطاب التهديد والوعيد، حيث قال رئيس الحكومة إنه لا يمكن الحوار مع المضربين، كما لا يمكن اتخاذ التلاميذ رهائن.
استعمال لغة الحرب لا تليق برئيس حكومة دوره إيجاد حلول للأزمات وليس تدبير الشأن اليومي، الذي يمكن أن تقوم به أي شركة مناولة.
إذا كان رئيس الحكومة يتهم التنسيقيات بجعل التلاميذ رهائن فإن الحكومة جعلتهم أسرى حوب غير معلنة، يعلم الله وحده مداها، ويعلم الله وحده من المستفيد منها، ومن له مصلحة في استمرارها.
لكن بالنسبة إلينا تبقى الحكومة مسؤولية بكل المقاييس عما حدث ويحدث، وهي المسؤولة أمام الله والشعب والتاريخ عن ضياع فترة من تاريخ المغرب، لا يمكن قياسها إلا بمعيار قيمة العلم والتعليم حتى لو كانت مستوياته متدنية.
الحكومة هي المسؤولة عن تدبير كل الملفات، ولا معنى لما يقوله رئيس الحكومة، الذي اختار “غير ذات الشوكة” في معالجته للملف، لقد اختار أسهل الطرق، لكن الطريق السهل لا يعني أنه يؤدي إلى الأهداف الجيدة، فقد يكون الطريق السهل مدخلا للغرق في الوحل، أو السقوط في الهاوية، وقد تكون المنعرجات مخرج من الطريق الشائكة.
اختارت الحكومة الحوار مع النقابات، التي تعتبر الأكثر تمثيلية في القطاع، ونبهنا في وقت سابق إلى أن هناك معطيات جديدة في العمل النقابي وأن من يؤطر الشارع اليوم هو التنسيقيات وليس النقابات، ولم نكن نزايد على الحكومة، بقدر ما كنا نسعى إلى أن نكون قوة اقتراحية في بلادنا، التي نحن جميعا مسؤولون عنها بغض النظر عن مواقعنا، وهو ما ينبغي أن يؤطر توجهات الأحزاب والهيئات.
ضياع مدة زمنية طويلة من التعليم مسؤولية الجميع، وتعيد تكرار ما قلناه سابقا: إذا كان هناك من يريد أن “يثقب” السفينة ينبغي توقيفه ومواجهته لأن الأمر إن حدث سنغرق جميعا لا قدر الله.

Exit mobile version