Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

من يحكم “جمهورية” الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟

محمد عفري
أمام التعنت الذي أصبحت تمارسه الجامعة المغربية لكرة القدم في تواصلها وتعاملها مع الإعلام الوطني، نفهم إجهاضها لأهم مضامين دستور 2011 الذي جاء ثورة ضد الفساد الإداري، وضمانا لحق المواطنين في المعلومة ووضعهم سواسية أمام الاستفادة من الرأسمال المادي واللامادي المتوفر في كل مرافق المملكة، وهو ما يجعلنا نتساءل هل أصبحت جامعة الكرة فوق جميع المؤسسات، وهل لا تخضع لأدنى رقابة من وزارة الثقافة والشباب والتواصل ومن وزارة التربية والتعليم والرياضة أو من اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، أم أن كلا الوزارتين واللجنة الأولمبية أصبحت بكاملها هي الخاضعة لجامعة رياضية، أمكن و صفها بـ” جمهورية” جامعة الكرة، فقط لكون رئيسها متعدد المهام، ومتحكم في الأمور المالية للدولة، وفي كل الميزانيات القطاعية، حيث ظل يشغل مدير الميزانية في وزارة الاقتصاد والمالية زهاء ثلاث عقود، وفي نفس الوقت يشغل اليوم، مهمة الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية في حكومة أخنوش، يفعل ما يشاء، خصوصا في تعامله مع الإعلام الوطني والمنابر الإعلامية بمفهوم يتعدى فيه الزبونية والصداقة وحسن العلاقات إلى الميز والتضييق على الإعلام الوطني وتصفية الحسابات، إلى درجة يخاله الرأي العام محميا من جهة من الجهات.
إلى عهد قريب، كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئيس بمرتبة جنرال دوكور دارمي هوحسني بنسليمان، وظلت تسودها في عهده الديمقراطية والشفافية في التعامل مع جميع المؤسسات، وفي مقدمتها مؤسسة الإعلام والإعلاميين بمختلف الانتماءات ومختلف الخطوط التحريرية، بل كانت منفتحة على جميع المنابر الإعلامية، ساهرة على ضمان حق المواطنين في المعلومة المرتبطة بالكرة المغربية من الفرق إلى المنتخبات الوطنية عبر الصحافة الوطنية والصحافيين، إلا أنه مع فوزي لقجع افتقدت جامعة الكرة إلى هذه المكتسبات من الديمقراطية والشفافية، ملحة على الرجوع بالمغرب سنوات إلى الوراء.
لا يختلف اثنان في أن جامعة الكرة التي يرأسها فوزي لقجع ومعها اللجنة المكلفة فيها بالتواصل والإعلام، التي يشرف عليها “المحترف” المحترم محمد مقروف، اعتادت أن تتعامل مع المنابر الإعلامية بمبدإ الزبونبة والصداقة الممزوجة بالولاء والعلاقات الحميمية، حيث يبقى مونديال روسيا شاهدا على حجم الاعتمادات التي خصصتها لصحافيين ومنابر إعلامية دون أخرى، وآخرين بعيدين عن الميدان وأقرب إلى الفن والكوميديا و”التأثير” التواصلي السلبي، مع استثناء آخرين، بل شاهدا على حجم الدعم المادي الذي خصصته لهؤلاء في إطار الوقوف على “مغامرة” المدرب هيرفي رينار مع المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي لم يتجاوز الدور الأول في هذا المونديال، مسجلا هزيمة مدوية أمام المنتخب الإيراني في أول مبارياته ضمن مجموعته وهزيمة ثانية أمام منتخب البرتغال وتعادلا أمام المنتخب الإسباني، لتكون الحصيلة نقطة واحدة مقابل خسارة ملايير الدراهم من المال العام.
بقدرما لا نفهم أنه بحجة عدم التوصل بطلب استمارة الاعتماد، يتم إقصاء مؤسسة “النهار المغربية” التي تتألف من اليومية الورقية وموقع “آشطاري 24” و موقع “فنانة” وموقع “غول GOOL” من حضور تغطية المباريات التي كان فيها المنتخب المغربي، في الأونة الأخيرة، طرفا في منافسات مهمة من قبيل إقصائيات كأس إفريقيا أو كأس العالم التي دارت معظم مبارياتها بالرباط والدار البيضاء و مراكش، ، بقدر ما نفهم التضييق الذي تمارسه لجنة الإعلام والتواصل في جامعة الكرة، التي تتعامل بأكثر من مكيال مع المنابر الإعلامية، وهي الطريقة التي لا يمكن أن نسكت عنها أو نقبل أن نكون ضحاياها، في إطار ميز بائن في التعامل، تمارسه هذه اللجنة وفي تعتيم تام على ما يجري و يدور في دواليب الجامعة بالنسبة لفكر و”أعين” رئيس هذه الجامعة المشغول جدا بين الإعداد لمشروع قانون المالية ومسار الدفاع عن مضامينه للمصادقة عليه، في البرلمان وبين إعداد الميزانية، أكثر من انشغاله بأمور الكرة المغربية، التي فوّض أمورها إلى “رؤساء” بالنيابة، كما هو الحال بالنسبة للتفويض الذي يمارس به المسؤول عن الإعلام والتواصل ما يشاء..

Exit mobile version