Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

موضوع شبه محظور غير صالح للجمهور

محمد فارس
المواطن العادي قد لا يهتمّ بلقاء الرئيسين [بايدن] و[بوتين] في [جنيڤ] يوم (16 يونيو 2021)، وماذا عساه يستفيد من نتائج هذا اللقاء الذي لا يهمّه بتاتًا، بل القارئ المغربي تهمُّه قضايا بلده، وهموم أُمته، وأخلاقُ وقيمُ مجتمعه؛ هذا ما حملني على الخوض في هذا الموضوع الخطير الذي نحاول إخفاءَه بشتى الطّرق، لكنّ الأحداثَ تفضحه وتجعل المواطنَ يهتمّ به لأنّه يمسُ في العمق الدّينَ، والقيمَ، والأخلاقَ، وينذِر بتفكُّك الأسرة، ونزول الإنسان إلى مستوى الحيوان.. بهذا سمِعت الناسَ يتهامسون في صمْت نظرًا لخُطورة الموضوع، ووُعُورة الخوض فيه بشكل صريح، فما هو هذا الموضوعُ يا تُرى؟ كان بوُدّي كتابة هذه المقالة منذ يوم الخميس (24 ماي 2018)، موافق (08 رمضان) الأبرك، يوم استضافت إحدى القنوات إمامَ مسجد في [فرنسا] يمارس الشّذوذ الجنسي ويدّعي أنّ الإسلام لا يحرّمُ ذلك إطلاقًا، في حين إنّ القرآن يحرّمه بنصٍّ صريح، ويعطي أمثلةً بأمم أهلكها الله بسبب ممارستها الشّذوذَ الجنسي سِرّا وعلانيةً؛ وهذا حديثٌ صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تفاديتُه مرارًا وأنا أمارس الرّقابةَ الصّارمةَ على قلمي؛ يقول فيه النبيُّ الكريم: [مَنْ وجَدْتُمُوه يعملُ على قَوْم لوطٍ، فاقتلوا الفاعلَ والمفعول به]؛ وفي حديث آخر، قال صلّى الله عليه وسلم: [إنّ أَخْوف ما أخافُ على أُمتي عملُ قَوم لوط]؛ والذي جرّأني على الخوض في هذا الموضوع، هو قولهُ عزّ وجلّ: [أنتُم تَسْتَحْيُونَ من الحقّ والله لا يَسْتَحْيِي من الحقّ]؛ بالإضافة إلى بروز جرائم سَببُها الانحرافُ الجنسي وإنْ أُحيطتْ بالسّرية في بلادنا..
وأودُّ أن أكتُب هذه المقالةَ إلى القُراء الذين يَفهمون ما يقرؤون، أما أولئك الذين يقرؤون ما هو مَسْطور في أدمغتهم، فالعياذُ بالله منهم كما يقول كاتبٌ في مقدّمة كتابه، حيث يذهب إلى القول قائلاً: [إنّي أخشى أن يَفعلوا بكتابي، ما فعلوه بكتابي الأول، إذِ اقْتطفُوا منه فقرات معيّنة، وفَسّروها حسب أهوائهم، ثُمّ سَارُوا بها في الأسواق مندّدين وصارخين، وقد آن الأوانُ أن يَعلموا أن زمان الصّراخ قد ولّى، وحلّ محلّه زمانُ التّروي والبحث]؛ هذا ما حدث لي بعد كتابة مقالات أثارت جدلاً واستياءً من طرف من يقرؤون ولا يَفهمون أو تَصدمهم الحقائقُ الـمُرّة التي لم يتعوّدوا على سماعها؛ كيف ذلك؟ في سنة (1998)، كتبتُ مقالةً أعيبُ فيها على برلمانيين دافعوا عن الخنزير، ونادَوا بالحفاظ عليه، وها هو الخنزير اليوم يتكاثر ويُتلف المحاصيلَ، ويهاجم السّكان ليل نهار في البوادي ببلادنا، وكان من المفروض مساءلةُ البرلمانيين الذين دافعوا بالأمس عن هذا الحيوان الـمُنْكَر في كتاب الله عزّ وجلّ، وفي الكتاب [الـمُقدّس]، والنتائجُ الآن أمام أعيُنِنا والكارثة باديةٌ ولا مجالَ لإخفائها..
في سنة (2002) كتبتُ مقالةً فأُمطِرتُ بوابل من الانتقادات، وكان عنوانُ المقالة: [الشّواذ قادمون]، حتى لإنّي هُدّدتُ بالاعتقال بتهمة نشْر الأكاذيب، وبعد أيام فقط، برزتْ عناوين، ومواقع الشّواذ، ومحاولة تنظيمهم لتظاهرة أمام البرلمان، وصرّحَ رئيسهُم، وهو [جان دولانوي] عمدة [باريس] بتصريح يؤيّد فيه الشّواذ، فاعتذر لي مفتّش الشّرطة الذي هدّدني بالاعتقال منذ أيام، واتّهمني بالكذب على الناس.. وفي سنة (2004) كتبتُ مقالةً اعتُبرت من الغرابة وقتَها، وكان عنوانُها: [الصّهاينة العرب، حقيقةٌ هي أم خيال؟]؛ فأعابَ عليّ بعضُهم ذلك، وأحسستُ أنّي غريبُ الأطوار، ومتفرِّد في مقالاتي؛ وبعد ستة أيام، جعلتْ قناةٌ عربية من هذه المقالة موضوعًا لأحد برامجِها، وتساءلتْ: [هل هناك ما يسمّى: الصّهاينة العرب؟]، عندها تابعَ المندّدون هذا البرنامج، ثم سكتوا، ولم أعُدْ صاحبَ مقالاتٍ جِدالية أو كاذبة أو وهمية.. ثم أتتِ الطّامة الكبرى في سنة (2006)، عندما كتبتُ سلسلةً رمضانيةً أردُّ فيها على راهبٍ يسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عالمٌ لم يقرأْ ولو مقالةً واحدةً من هذه السّلسلة، فاتَّهمني بالإساءة للرّسول الكريم، ونادى بمحاكمتي، وادّعى أنّي أتقاضى أجرًا من جهاتٍ معادية للإسلام، فأتَت [النهار المغربية] رسائلُ من قراء كرام، يساندونني، ويشكرونني على ردّي على هذا الراهب البذيء، ولكن بعد معاناة نفسية، وتُهم بالرّدة بسبب من يقرؤون فقرات، ويفسّرونها حسب أهوائهم، ويسيرون بها في الأسواق والآفاق صارخين.. والآن، سنَكتب مرّةً أخرى مقالةً في موضوع [الانحراف الجنسي، والشّذوذ]، ولكن يجب أن يعْلم هؤلاء المنتقدون والمكذّبون لهذه الظّواهر المشينة أنّ زمانَ الصّراخ والاتّهام الباطل قد ولّى، وحلّ محلّه زمانُ التّروي والبحث الدّقيق وأنها سَتُرضي قومًا وتغضب آخرين والله وليُّ التوفيق..

Exit mobile version