Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مِن العُربان مَن هُم أشدّ عداوةً للإسلام وأَخلص خدَم للشّيطان

محمد فارس
قضَت المحكمة الابتدائية بمراكش بحبس فتاة مغربية تحمل الجنسية الإيطالية ثلاث سنوات نافذة، وبغرامة مالية قدرُها (50.000) درهم، وذلك بتهمة تحريف سورة [الكوثر] بشكل ساخر ومتعمّد، ومعروف أن الدّين الإسلامي صار مستباحًا ولا جريمة في انتهاك تعاليمه وتحريف آيات القرآن الكريم، والمسّ بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة في الدول الغربية، وكلّما تمّ ازدراءُ الدين الإسلامي، اعتُبرت البذاءات التي شملتْها الإساءةُ المتعمّدةُ حرّيةً للرأي، وهل تحريفُ سورة [الكوثر] يُعتبر اجتهادًا فكريًا من أيّ نوع؟ فالألفاظ البذيئة التي وردَت في التحريف السّخيف لو أنّها وُجِّهت إلى فرد عادي، لاعتبرها القضاءُ قذفًا وسبّا علنيا، فما بالُك إذا وُجّه هذا السّب لمقدّسات وعقائد ألف مليون مسلم.. ونحن نسأل هذه المغربية التي تحمل الجنسيةَ الإيطالية: [هل يُبيح الطّليان لأيّ أحد أن يهين مثلاً العلَم الإيطالي؟ هل تتجرَّئين في الإساءة لأيّ مقدّس من مقدّسات (إيطاليا)؟ لقد حدث لدُول في عالمنا الإسلامي أن غزاها المستعمرون لأنّ حاكمَها أهان سفيرًا لدولة أوروبّية؛ وفي هذه (الأوروبّا) التي يُعجب بها المسْتلبون ويَركبون الأخطارَ للهجرة إليها، ثار فيها المسيحيون ذات يوم عندما ظهر فيلم (الإغراء الأخير للمسيح)، فهل تستطيعين لو كانت تُواتيكِ الشّجاعة أن تَسْخري من (إسرائيل) أو من (الصّهيونية) البغيضة وأنتِ في (أوروبّا) حُرّية التّعبير؟]..
قد يسألني القارئُ الكريم: [وهل سبق لأحدٍ تحريف سورة عبْر التاريخ؟]؛ الجواب: نعم! لقد قام [مُسَيْلمة الكذّاب] بتحريف سورة (العاديات) وهي مكّية، ولن أجرُؤ على نشْرها لبذاءتِها وسخافتِها وهي أمامي الآن والمرجعُ مفتوح على الصّفحة التي تَحمِلها؛ فمعذرة! إنّ تحريف السّور، هو عملٌ يُمليه (الشيطان) لأوليائه، ويُمنّيهم بالشّهرة فيتّبعوه.. (فمسيْلمة الكذاب) لعنه الله، اتّبعه نساء، نَذْكر منهنّ [سجاح] المعلونة، و[قَتيلَة بنت قيْس] زوجةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ارتدّت عن الإسلام، ولما قُتِل [مسيلمة] تزوّجها [عِكرمة بن جهْل] ثم لا تعليق!
أمّا الإساءة للإسلام، وللنّبي الكريم، والمصحف الشّريف فقديمة في التاريخ، وسنذْكر هَهُنا عربًا عُرِفوا بهذه الإساءات، أمّا الإساءات الصّليبية للإسلام فمعروفة وموصوفة، ولكن قلَّما تتطرق الأقلامُ للإساءات التي كان من ورائها عربٌ من (الطُّلقاء) على الخصوص؛ هكذا سمّاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعْد فتحِ [مكّة]، وبذلك عُرِفوا عبْر التاريخ، ومن هؤلاء نذكُر [يزيدًا] الفاسق، وابنَه [الوليد] السِّكير.. فمن أهمِّ ما عُرفَ به [يَزيد] الفاسق، وما تُجمِع حَوْله المراجعُ المختلفة، هو شِعْرُهُ الذي قال في بيتٍ منه: [لَعِبتْ هاشِمُ بالـمُلْكِ، لا تَسالْ * فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزَل]، وهنا تلاحظ إنكارًا صريحًا للنبوة، والوحي، والقرآن.. دخل أعرابيٌ على [عمر بن عبد العزيز] رضي الله عنه، وسمَّى (يزيدًا) بأمير المؤمنين، فغضب [عمرُ] وأمر به، فجُلِد.. وهذا ابنُه [الوليد بن يزيد] الخليفة الفاسق، كان شِرّيبًا للخمر، منتهِكا حُرمات الله، أراد الحجَّ ليشرب الخمرَ فوق ظهْر الكعبة، فمقته الناسُ لفِسقه، وخرجوا عليه، فقُتِلَ في (جمادى الآخرة) سنة (سِتّ وعشرين).. أنشده (ابنُ ميّادة) شِعرًا قال فيه: [فضلتُم غيْر آل محمّد * وغَيْر بني مَروانَ أهل الفضائل] فقال له (الوليدُ): [أراكَ قد قَدّمتَ عَلينا آلَ مُحمّد].. وذات ليلة طلبَ من خادمِه أن يأتيه بالمصحف، فلمّا فتحه وقَع بصرُه على آيةٍ تتوعّد كلَّ جبّارٍ عنيد، فأمرَ الخادمَ بأن يُعلِّقَ الـمُصحفَ الشريف وأن يأتيه بالقوس والنِّبال، فأخذ يرمي المصحفَ حتى تمزّقَ عن آخره، ثمّ أنشد مُخاطبا المصحف: [أَتُوعِد كلَّ جبّارٍ عنيد، فها أنا جبّارٌ عنيد * فإذا لقيتَ ربَّكَ يوم حَشْرٍ، فقُلْ لله مَزَّقني الوليد]؛ فمزّق الله عَرشَه بعد ستّة أشهر..
هذه شذَرات من التاريخ العربي، سقناها ليعْلم القارئ الكريم أنّه من بيْن العرب من هو أشدّ عداوةً للإسلام، وحتى هنا في [المغرب] يوجد أعداء لهذا الدّين بسبب التّغريب الذي تلقّوهُ بكافة مستوياته وأشكاله، فهؤلاء يَعتبرون النموذجَ الحضاري الإسلامي يمثّل زمنًا ماضيًا، فهو حسب فهْمهم نظامُ العصور الوسطى، ولم يَعُد صالحًا للانطلاق من على أرضه لتحقيق أهداف الأمة، وأنّ النّموذج الحضاري والثّقافي الأوروبّي، الـمُعاصر، يشكّل أرقى ما وصلتْ إليه الإنسانيةُ من تطوّر، وهو النموذج الذي يجب أن يُحتذى، ولكن ماذا يأخذون من هذه الحضارة الأوروبية غيْر فُضلاتها، ونفاياتها، ويبحثون في مزابلها، فلا يأتون إلا بالـمُنكرات من فِسْق، وشذوذ، وعُرْي، وأمّا العلومُ والتكنولوجيا، فالعالم الغَربي حريصٌ على أن لا تصِل إلى هؤلاء المستلبين، لأن الحضارةَ والعلومَ لا يمكن استيرادُها كما تُستوْرد النِّفاياتُ التي يَعتبِرونها حضارةً وتقدُّمًا..

Exit mobile version