Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

نجاح “المغرب الأخضر” في ضيعات أخنوش

لم يعد البرلمان مكانا لمساءلة الحكومة ورئيسها عن السياسات العامة ولكن تحول إلى منبر للتباري في الخطابة في غياب بلاغة القول وصدق الكلام، وانتقلت اللوثة إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذي أراد بدوره أن يلعب اللعبة، وجاء في إطار الجلسة الشهرية إلى مجلس المستشارين ليس ليجيب عن أسئلة حارقة ومحرجة في وقت صعب، ولكن ليتحدث عن نجاح وهمي لمشروع قاده منذ سنوات.
إذا كان مخطط المغرب الأخضر قد نجح فلماذا تقولون إن الحكومات التي سبقتكم فشلت في تدبير الملفات؟ ألم يكن هذا المخطط من تدبير وزير في الحكومة الذي هو عزيز أخنوش نفسه؟ والشيء نفسه يقال عن وزيرة الاقتصاد والمالية، التي قالت في البرلمان إن الحكومة السابقة فشلت، بينما جلالة الملك محمد السادس تحدث في خطاب المسيرة عن تعافي الاقتصاد المغربي وتحقيقه لمستوى من مستويات الإقلاع؟
عود على بدء: بأي معيار ومقياس يتحدث أخنوش عن نجاح مخطط “المغرب الأخضر”؟
يقاس النجاح بمدى تحقيق الأهداف المرجوة، وهناك طريقان لمعرفة ذلك، الأول عن طريق الأرقام والوثائق، والثاني على أرض الواقع حيث نرى ثمار النجاح تمشي على الأرض، ونرى انعكاس ذلك على حياة الفئات الاجتماعية المعنية بالأمر. فعندما نتحدث عن نجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فرغم أن كثيرا من المشاريع لم تنجح لأسباب ذاتية وموضوعية، لكن المشاريع التي مولتها المبادرة ونجحت لا يخلو منها مكان.
نقول لأخنوش إن نساء كن معدمات وحولتهن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى صاحبات مال وأعمال وتعاونيات وشركات، رغم صغرها تشغل عددا من الأشخاص، فهناك تعاونيات لمواد التجميل البيو وتعاونيات للأطعمة ولتربية الدواجن وحتى الأبقار والأغنام والمعز.
فالآية الكريمة تقول: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ هذا تحدٍّ مطروح على أخنوش لأننا لا نريد من يقول لنا إنه صادق في تنزيل البرامج وقد جربنا بكثير من الأسى والأسف الحكومة التي قدمت لنا ضمانات أخلاقية ثم خانت العهد، لكن نريد أن نلمس الصدق على أرض الواقع، ونريد من أخنوش أن يرفع التحدي ويعلن عن نجاحات هذا البرنامج.
لكن عليه أن يظهر لنا مثلما أظهرنا له أين تتجلى نجاحات التنمية البشرية، أن يوضح لنا أين تتجلى نجاحات المغرب الأخضر؟
المغرب الأخضر استفاد منه من يعرف تعقيدات الإدارة المغربية، بينما الفلاح البسيط يتم إقناعه بالعودة إلى دواره دون تحقيق شيء لأنه لا يعرف كيف ينجز مشروعا، أو أنه يتم تركه عرضة للابتزاز من قبل من يعرف من أن تستخرج الأموال، التي رصدتها الدولة لتثمين الفلاحة المغربية. فالمستفيدون هم أخنوش ومن على شاكلته من أصحاب الضيعات.
ماذا استفاد الفلاحون الصغار ولا نتحدث عن المغرب العميق، الذي لا يعرف أخنوش أين يوجد ولا ماذا يعني، ولكن نتحدث عن قرى وبوادٍ محيطة بالعاصمة الرباط وتعيش بؤسا من القرون الوسطى. عن هذه المآسي فليجبنا أخنوش وهي عامة. أي مغرب أخضر تذهب أمواله لجيوب الأثرياء؟

Exit mobile version