Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

نحن والمُونديال..

محمد عفري

كلما توهّمنا أن المغرب خطا خطوة إلى الأمام في عالم كرة القدم،أتانا،بسرعة البرق،النبأ اليقين ليوقضنا من وهمنا السرمدي،يؤكد لنا أن هذه الخطوة جبارة على طفل مازال يتلكأ في مشيه ،حتى على أربع ، ليحبُو، فأنى له أن يكون ،على الأقل،ضمن الواقفين..

في غمرة نشوتنا بالانتصار الإداري – القانوني – المعنوي الذي حققته،مؤخرا،جامعة كرة القدم،في موقعة “رادس” ضد التلاعب المألوف المُتجذر في الكرة الإفريقية التي تأكد أن صلتها بالفساد المتنوع عصيُّ القضاء عليه إلى يوم يبعثون،جاءنا للتو، ما ينغّص علينا هذه الفرحة التي افتقدت،في الواقع،إلى ارتباطها بالنتائج الإيجابية المفروض تحقيقها،من طرف كل المنتخبات الوطنية العمرية،على أرجُل وعضلات لاعبين من إنتاج محلي خالص،لاعن طريق القلم(نموذج المنتخب الأولمبي ضد الكونغو)، أوغفوة حكم مساعد أو زلّة حكم للساحة “محابيا”، يتصبّب عرقا من مآدب” ماما أفريكا”، فيما الفرحة المتأتية من الفرق والأندية،وإن كانت متدبدبة، فلا حرج لدى المسيرين فيها،إن افتقدت،قبل كل شيء،إلى الديمقراطية في الجموع العامة والنزاهة في التقارير المالية وإلى مراكز للتكوين وإلى إدارات تقنية ، وإلى مدربين أكفاء في الفئات العمرية،لتغطي الفرحة العابرة،هنا وهناك،على واقع مرير،فضحه ما جاءنا من شبه الجزيرة الأيبيرية  ..

لقد ظاَهَرَ منا شريكُنا الاقتصادي الأول وجارنا ذو الجنب ، إسبانيا، ومعه صديقُنا التاريخي،البرتغال ،حينما أعلنا قبل أيام ، تقديم ملفهما المشترك للترشيح لتنظيم كأس العالم 2030، ضاربيْن عرض الحائط  رغبة المغرب الجامحة وطموحه الجارف في ملف ثلاثي مشترك عن جهة أوروبا الجنوبية،ينافس باقي المرشحين في أمريكا اللاتينية وفي القارة الأسيوية.

بغض النظر عن الموقف “الحسّاس” لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي من المحتمل أن يكون دافعا قويا وراء هذا التخلي عن المغرب، الشريك القوي والملتزم في العديد من المناحي، أهمها التجارة والاقتصاد والأمن والهجرة، مع العديد من الدول الأوروبية، وبدرجة أكبر إسبانيا والبرتغال،أكثر من قوة الشراكة والالتزام في الرياضة ،وبالخصوص كرة القدم،سيكون من السذاجة أن تغامر “الإمبراطوريتان ” التاريخيتان في شراكة ملفهما مع المغرب الذي تقدم إلى الفوز بملف الترشيح للتنظيم خمس مرات، اثنتان منها في القرن الأخير( 1994 و 1998) وثلاثا في القرن الجاري( 2006-2010و 2026)دون أن يحظى بشرف الفوز في واحدة منها وللأسباب التي تكاد تكرر دوما، في الغالب،وهي الأسباب المتمثلة في البنيات التحتية والمرافق الرياضية..سيكون من العبث أن تقبل إسبانيا والبرتغال اللتان تطلان علينا بأقل من 14 كيلومترا بمعلماتها الكروية التاريخية “بيرنابيو” و”واندا ميتروبوليتانو” في مدريد أو”نو كامب” في برشلونة وغيرها،أو بملعبي لشبونة أوملعب ” ماديرا” ،بشريك ثالث أهدر المليارات في ملعب دولي بأقرب المدن المغربية  إلى أوروبا  (طنجة)،ناهيك عما أهدره عن  ملعب فاس الكبير والمركب مولاي عبد الله والمركب الرياضي محمد الخامس،دون أن تكون كلها وفق المعايير الدولية المحددة من “فيفا” كما أعلنت لجنتها ” طاكس فورس”.كيف أن يقبلا وكل ملفات الترشيح المغربي اعتمدت على “الماكيط” و”النوايا “الحسنة دون أن يتحقق منها الحد الأدنى على أرض الواقع.

كيف للبلدين أن يقبلا بشريك ثالث ،ضارب في  عمق قارة الفساد الكروي من الناصية إلى أخمص القدمين،أقل ما لفت الأنظار إليها، فضيحة القرن، بملعب “رادس” التونسي  بين فريقين “رائدين”،بشمال إفريقيا ( وما بال جنوبها ووسطها)حيث كشف الواقع أن أحد الطرفين منهما لا يمتثل، على الأقل، إلى أبسط القوانين ولا يحترم المؤسسات في ملف يتوقع أن يلد العديد من المفاجآت..

 

Exit mobile version