Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

نواكشوط تسقط في فخ نظام “تبون”

حركت الجزائر آليات “الحقد” الديبلوماسية وأجهزتها الاستخباراتية ضد المغرب، لممارسة ضغوط “دنيئة” على الجمهورية الاسلامية الموريتانية، وإفشال التقارب الجديد بين المغرب وموريتانيا، وضرب مسلسل التعاون الجديد على المستوى الثقافي وتبادل الخبرات في مجالات التدبير الجهوي والحكامة الإدارية، وتبادل الزيارات السياسية على أعلى مستوى، حيث مارست الجزائر ضغوطها لثني الأشقاء في موريتانيا عن الإستمرار في التقارب الجديد، والدفع بالرئيس الموريتاني للخروج بتصريحات تشدد على الموقف الثابت لموريتانيا من جبهة “البوليساريو”، في محاولة من الجزائر لهدم التقارب الجديد.
وسقطت موريتانيا أمام ضغوط الحقد الجزائري، بخروج محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الموريتاني، مشددا على أن بلاده تعترف بـ “الجمهورية الصّحراوية”، قائلا أن “موقف موريتانيا من قضية الصحراء لم يتغير ولن يتغير، وهو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، لأنه موقف من ثوابت السياسة الخارجية للبلد بغض النظر عن الحاكم أو التطورات الحاصلة في الملف”، ضارلا كل أمال التقارب والتعاون الجديد، متناسيا أن مصلحة موريتانا مع المغرب، والإنخراط ضمن مسلسل التنمية بالأقاليم الجنوبية، وإنعاش المسار المغربي الموريتاني عبر تبادلات تجارية قوية، والعمل ضمن الرؤية الأفريقية الجديدة بالتعاون جنوب جنوب.
وغاب عن الرئيس الموريتاني اليد الممدودة المغربية، والإحتفاء بموريتانيا بقلب المغرب، وجعل الأشقاء الموريتانيين ضيفا للشرف بأكبر التظاهرات الثقافية بالمغرب، وتبادل الزيارات على أعلى مستوى ومد يد الخبرة المغربية للأشقاء بموريتانيا، حتى خرج الرئيس الموريتاني بتصريح غريب و في توقيت غير مفهوم، دفاعا عن مصالحه مع الجزائر، متناسيا مصالحه مع المغرب في حربها ضد الإرهاب الذي يتخذ من منطقة الساحل مرتعا خصبا له، وحرب المغرب ضد التهريب، وحرب المغرب ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وكان ناصر بوريطة وزير الخارجية، كشف عن “رغبة جلالة الملك في أن ألا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية، وإنما علاقة استثنائية بحكم ما يميزها من تاريخ ومن الوشائج الإنسانية، وحتى من الجوار الجغرافي وكذا المصير المشترك، لأن ما يواجهنا من تحديات معا لا يمكن أن نتغلب عليها إلا معا”.
واعتبر بوريطة خلال استقباله من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أن “الآليات والإطار القانوني، متوفر وما يبقى هو كيف يمكننا في هذا السياق، وهو سياق ايجابي جدا في العلاقات الثنائية، أن نفعل الاتفاقيات ونستغل بشكل أفضل هذه الآليات من أجل أن تكون هناك نتائج ملموسة، ويكون هناك رفع لهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية يحس بها كل الفاعلين على كل المستويات، ويحس بها أولا الشعبان الشقيقان بأنها شراكة مربحة للجانبين وشراكة تعود بالفائدة على الشعبين”.
ويرى المغرب أن ” الأساسي اليوم هو كيفية استغلال هذا الظرف الايجابي الموجود اليوم، وذلك من أجل تفعيل روح ذلك الاتفاق الذي كان في 1970، حول الأخوة وحسن الجوار، وكذا استغلال كل الإمكانات التي يتيحها لنا الجوار للانتقال بالعلاقة نحو شراكة إستراتيجية قوية”.
وحظي بوريطة ” باستقباله من قبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وكانت مناسبة لأن أبلغ فخامة الرئيس تحيات جلالة الملك محمد السادس وتقديره لفخامته، وكذا الإرادة القوية لجلالة الملك في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات، وهي العلاقات التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لاتفاق الأخوة وحسن الجوار”، حيث أشار وقتها بوريطة، الى أن “بين المغرب وموريتانيا وشائج وأرضية صلبة قوامها العلاقات الإنسانية أولا، ووشائج الأخوة الثابتة بين الشعبين الشقيقين، وقوامها كذلك التعاون المثمر في كل المجالات، في مجال التكوين وفي المجال التجاري وغيره، وقوامها أيضا الاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر حول مجموعة من القضايا”، وأكد أن اللقاء “كان مناسبة جد طيبة للقاء بفخامة الرئيس وللاستماع إلى تحليلاته حول الوضع في المنطقة، وكذا إلى رؤيته حول تطوير العلاقات الثنائية”، مؤكدا أن “الأيام المقبلة ستكون جد ايجابية للعلاقات الثنائية”.
و شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بنواكشوط، على أهمية اتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع بين المغرب وموريتانيا سنة 1970، مؤكدا أنه ما زال يحافظ على راهنيته.
واعتبر المغرب، أن العلاقات المغربية الموريتانية تمر بأحسن فتراتها، وهو ما تترجمه الزيارات المتبادلة، والاتصالات الدائمة، مذكرا بأنه منذ سنة 2018 ، تم إجراء 33 زيارة قطاعية وهو ما يجسد الدينامية الإيجابية التي تشهدها هذه العلاقات اليوم، وأشار بوريطة إلى أن هذا الأمر طبيعي ما دامت هذه العلاقات تستمد قوتها، على الخصوص، من الإرادة القوية لجلالة الملك والرئيس الموريتاني للدفع بها، بالإضافة إلى قوة العلاقات بين الشعبين.
وعبر بوريطة عن ارتياحه إزاء الانسيابية التي تطبع عملية تسليم التأشيرات للمواطنين الموريتانيين، معتبرا أن التأشيرة لا ينبغي أن تمثل حاجزا بين شعبين تجمع بينهما هذه الروابط.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، قال إن العلاقات بين البلدين في تطور مضطرد، وهو ما يعكسه عدد الزيارات المتبادلة، وأضاف ولد الشيخ أحمد، أن البلدين شرعا في تحسينات في ما يتعلق بمنح التأشيرة لرجال الأعمال، الذين سيتم منحهم تأشيرات لفترات طويلة، من أجل تشجيع الاستثمار، مشيدا بالتطور الذي شهدته عملية تسليم التأشيرات للمواطنين الموريتانيين.

Exit mobile version