Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هذا ما حققته حكومة أخنوش

ثلاث قضايا اجتمعت في وقت واحد ولكن كيف نربط بينها هو أس الموضوع. الأولى هو ما قاله عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، خلال دورة المجلس الوطني لحزبه، حيث مدح عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، قائلا إن هذه الحكومة حققت في سنة ما لم تحققه الحكومات السابقة في عشر سنوات. الثانية هو أن خمس نساء من المغرب من رائدات الأعمال في العالم ومن بينهن سلوى أخنوش. والثالثة أن ثلثي النساء خارج سوق الشغل.
قبل محاولة تفكيك هذا التشبيك غير المفهوم، نقول لأخنوش إنه خلال العشر سنوات من الحكومات السابقة كان وزيرا يدير وزارة متضخمة كثيرا، وكان يدير صندوق تنمية العالم القروي بـ52 مليار درهم وكان يدير المغرب الأخضر، وكان مطلق اليدين في هذا المجال، وهو الذي نعاني منه اليوم حيث المغرب الأخضر لم يُعْطِنا ما نأكل، بل ساعد كبار الفلاحين على التصدير. يعني المغاربة مولوا بضاعة ليست موجهة إليهم.
الإنشاء غير مقبول في الخطاب السياسي، وقليل من الوضوح ينفع، وهنا نريد أن نعرف بالضبط ما الذي حققته الحكومة خلال سنة؟ ربما سيقول لنا أخنوش: ينبغي أن تشكروني لأنكم ما زلتم موجودين.
لقد حقق أخنوش الشيء الكثير. ضاعف ثروته وفق ما أوردت مجلة فوربيس المتخصصة في ترتيب رجال المال والأعمال، وحقق أرباحا مهمة خلال السنة الماضية، التي كانت سوداء بالنسبة للمغاربة، كما أن زوجته تم ترتيبها ضمن المائة الأوائل من رائدات الأعمال بالعالم.
كيف يمكن أن نفك ألغاز هذه المعادلة الصعبة. في السنة التي أحصت فيها المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة رسمية ودستورية، عددا مهما من النساء بلا شغل ولا مشغلة دخلت خمس نساء عالم الرائدات مع العلم أنها ريادة مالية غير إنتاجية بما يعني أن هذه المرتبة ليست من باب اقتحام عالم صعب على النساء.
نعم للمنجزات أرقام يعرفها المختصون، لكن أيضا لها وقع عملي على أرض الواقع نراه بالعين المجردة، كيف يمكن أن تكون الحكومة قد حققت المستحيل والواقع المعيشي مأساوي للغاية، وأغلب المغاربة لم يعودوا قادرين على تجاوز الأزمة، بل إن تقريرا رسميا للمندوبية السامية للتخطيط يقول إن أغلب المغاربة اقترضوا، ليس لتغيير الأثاث ولكن لاستكمال الأكل.
الواقع أحسن إنباء عن الحال من المقال. واليوم يجمع المغاربة بين المقال والحال. فالكل ينادي ويشكو بأن الأسعار وصلت حدا لا يطاق، بل تسببت في كوارث اجتماعية، كما تسببت في انهيار اجتماعي بدأ بالهجوم على أحد الأسواق، وهو أمر يتحمل مسؤوليته عزيز أخنوش صاحب “أسطورة” المغرب الأخضر، الذي لم ير المغاربة خضرته بتاتا ورأوا سواده فقط، والحال يقول إن السلع ارتفع ثمنها حتى أصبحت مجالا للتنذر والنكتة أيضا، وهذا حال واضح يغني عن كلام رئيس الحكومة ويا ليته حقق رجاءنا وكان أفضل من سابقيه، لكن هيهات هيهات.

Exit mobile version