Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل إفلاس الاقتصاد الجزائري وتقليص تمويل عصابة البوليساريو بوادر طرد للجبهة الوهمية ؟

البوليساريو

استنزفت عصابة البوليساريو على مدى سنوات خلت، ولازالت، مئات ملايير الدولار من خزينة بلد الجزائر “الشقيقة”، في محاولة لكسب حرب لن تخرج منها سوى بخسائر فادحة في جميع الأصعدة، خاصة بعد توالي الاعترافات الدولية والعربية والإفريقية بمغربية الصحراء وكذا الاعتراف الأميركي وفتح ممثليات دبلوماسية لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

دولة الجزائر “الشقيقة” الداعم الأول لجبهة البوليساريو المهزومة، لازالت تنكر تدخلها في الشؤون الداخلية للمغرب رغم انها تمول حفنة مرتزقة بالملايير، تاركة شعبها في فقر مدقع يتجرع ويلات نظام فاسد.

ومن المرتقب أن تقوم الجزائر بتقليص تمويلها للانفصاليين بسبب أزمات اقتصادية ومالية وسياسية تعيشها، ناجمة أساسا عن تراجع إيرادات الطاقة وتداعيات فيروس كورونا المستجد.

ووجدت الجزائر نفسها “محرجة” في ظل احتجاجات الشارع الجزائري وغضب مواطنيها الذين حملوا شعار “الغاز هنا، والنفط هنا، ولا شيء هنا” في المظاهرات الأخيرة التي شهدتها البلاد، خاصة مع تزايد نسب البطالة وسط الشباب، ما سيجعلها تتريث مخافة اندلاع حراك جزائري جديد.

وتعيش الجزائر ضغوطاً مالية خانقة تجعلها مهددة بالإفلاس بل أنها صارت حقا على حافة الإفلاس، نتيجة تبعات جائحة كورونا وتراجع أسعار النفط الذي يعد المورد الأساسي للخزينة العمومية، حيث خسرت الجزائر جراء تلك التبعات في 2020 أكثر من 10 مليارات دولار.

كما سجلت معدلات البطالة ارتفاعاً قياسياً في السنوات الأخيرة بالجزائر، وانتقلت من 11 % إلى نحو 13.3 % في 2020، فيما وصل عدد العاطلين عن العمل في الجزائر بنحو مليون ونصف المليون أغلبهم من الحاصلين على شهادات جامعية حسب تقارير رسمية.

ومن دون شك أن جائحة كورونا ألقت بظلالها وكان لها الوقع الأكبر على الاقتصاد الجزائري، الذي تفاقم تأثره بالوباء بسبب تدهور أسعار النفط العالمي وتراجع الطلب على المحروقات.

كل ما تعيشه الجزائر من أزمات اقتصادية واجتماعية يجعلها في مأزق حقيقي، فإما ستختار مصلحة شعبها وتوقف تمويلها للجبهة الوهمية التي أفرغت عليه ما تجود به خزينتها من خيرات، وأموال شعب اكتفى العيش في كنف نظام فاسد، أو مواصلة تمويلها لمرتزقة في حرب محسومة كفتها مرجحة لصالح المملكة المغربية منذ البداية.

أما البوليساريو فصارت خياراتها معدودة بل معدومة، ولم يبق أمامها من خيار إلا العودة للمفاوضات وعلى الأساس المقترح الذي قدمه المغرب بمنحها حكما ذاتيا تحت سيادته، خاصة إن وضعت نصب أعينها أن القوات المغربية قادرة على سحق الانفصاليين وأنها تمتلك من الإمكانيات ما يضع حدّا لخروقاتهم وانتهاكاتهم متى شاءت.

أميمة وديع

Exit mobile version