Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل تشبه سياحة أخنوش فلاحته؟

مساءلة رئيس الحكومة حول السياسات العامة عبر البرلمان فكرة عبقرية أنتجها دستور 2011، غير أنها تحولت في السابق إلى “منبر خطابي”، واليوم أصبحت وسيلة لتمرير رسائل رئيس الحكومة بدل الإجابة عن الأسئلة الحارقة.
آخر جواب لرئيس الحكومة، أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، كان عن السياسة العامة للحكومة بخصوص السياحة. السؤال موجه لرئيس الحكومة وليس لوزيرة السياحة، أي إن السؤال ليس تقنيا، وأجوبة أخنوش الرقمية لا قيمة لها. السؤال حول الاستراتيجية والجواب حول التكتيك. وهنا تكمن المفارقة الغريبة.
قال أخنوش من ضمن ما قال: إن التأثر السريع للقطاع السياحي بالأزمات، الذي أكدته الدروس المستخلصة من جائحة كوفيد19 التي عرفها المغرب على غرار باقي دول العالم، بات يفرض وضع تصور شمولي حول نموذج مغربي مبتكر لسياحة مستدامة قادرة على مواجهة التحديات على اختلاف أشكالها، سواء الصحية منها، أو البيئية، أو الاقتصادية.
أمر محمود أن تفكر الحكومة في تصور جديد للقطاع السياحي. غير أن المستغرب هو أن هذا التفكير جاء بعد مرور حوالي سنتين من عمر الحكومة. لماذا لم تفكر فيه منذ البداية؟ قطاع السياحة يعرف أزمة منذ تسجيل أول حالة لكورونا في المغرب، أي منذ أكثر من ثلاث سنوات، ورفع الفاعلون في القطاع أصواتهم، لكن الحكومة صمت آذانها، وعندما تولى أخنوش رئاسة الحكومة كان القطاع قد دخل مرحلة المعاناة، لكن الحكومة لم تتخذ الإجراءات اللازمة.
ما الذي استجد اليوم حتى تفكر الحكومة في تصور جديد للقطاع السياحي؟
وأي تصور سيكون؟
هل تصور جديد أم شبيه بالتصورات القديمة؟
وهل هو تصور أم حيلة أخرى للقضاء على القطاع والانقضاض عليه؟
لسنا ممن يرجم بالغيب لنعرف أن هذا التصور سيكون فاشلا وأن الغرض منه أمور أخرى غير تلك المعلنة. لكن وكما يقال: من عضه الثعبان يخاف من الحبل. الثعبان لدغنا أكثر من مرة وما زال. كيف؟
قبل أن يتحدث أخنوش عن هذا التصور كانت هناك تصورات أخرى في قطاعات أخرى كلها فاشلة بل خدمت فئة معينة وصغيرة.
النموذج الماثل أمام أعيننا أو “الثعبان الذي لدغنا” ووصل سمه إلى عروق القلب هو مخطط المغرب الأخضر وتنمية العالم القروي، بعد سنوات عديدة من العمل وملايير من الدعم، الذي كلف جيوب المغاربة الكثير، وصلنا إلى عجز تام عن تأمين ما نأكل بل تم ضرب السيادة الغذائية وهي مهمة لا تقل عن السيادة الترابية والسيادة الأمنية، وها نحن بعد سنوات من مخطط المغرب الأخضر وتنمية العالم القروي، لا نجد الخضر كي نأكلها ولا نجد اللحوم فنستورد الأبقار والأغنام من بلدان الدنيا، مما يوحي بأن الأمر كان مجرد وسيلة للاغتناء من قبل “تجمع المصالح الكبرى”، ولهذا ننظر إلى مشروع تصور حول السياحة بعين الريبة.

Exit mobile version