Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل حلّ زمنُ النّكبات والنّكسات التي جادَ بها القرنُ (20)؟

محمد فارس
[حربُ يونيو: 1967]: تُدعى هذه الحربُ نَكْسة يونيو (67)، حيث قام سلاح الجوّ الإسرائيلي بشكل مُباغتٍ تمامًا صباح الخامس من يونيو (1967) بالإغارة على الجبهة المصرية، فدمّر أربع مائة وسِتّ عشرة طائرة خلال ثمانين دقيقة، وكان رئيسُ الأركان آنذاك [إسحاق رابين] قد تمكّن بِقُواته أن يَخترق خطوط الدّفاع البرّية في سيناء، مما أغلقَ على الجيش المصري طُرق الانسحاب، ومع ذلك، صدَر الأمرُ قائلاً: اِنسَحِب إلى الغرب دون الأسلحة الثّقيلة! فكانت الكارثة الكبرى، حيث أمطَر الجيش الإسرائيلي، الجيشَ المصري الذي كان ينسحب دون غطاءٍ جوّي، فكانت الدباباتُ المحترقة على طول الطريق، وبلغَ عددُ القتلى (15) ألفًا؛ كان (جمال عبد الناصر) يعلمُ بحشود إسرائيلية على الجبهة، ولكنّه لم يستعدّ لها كما يَنبغي وكأنّه كان لا يسمع إلى الأخبار التي تخبره عن الأوضاع التي تمسّ بلادَه؛ جاء آمرٌ آخر يقول: نفّذِ الخُطّة البديلة! فكان الجواب: ما فيش طيّارات يا بِيه! فقيل: خَسِرْنا الحرب!
[حرب نونبر: رمضان: 1973]: هي أكبر حرب بين العرب واليهود، وتُعدّ الرابعة في الحروب بين الطرفيْن، وترجعُ أسبابُها إلى محاولة ترسيخ الوضع السِّياسي لسلطة السّادات في (مصر) من جهة، ولاستعادة مجْد بإحراز نَصْر ولو كان جزئيًا على إسرائيل، وقد بدأت الحربُ في (6) من أكتوبر عام (1973)، واستمرت حتى (28) منه، ولعبَ عنصر المفاجأة دورًا فعّالاً في تحقيق مصر وسوريا النّصر العسكري لليومين الأوّليْن من الحرب، وقد أسْهَمت بعضُ الدول العربية بقَطعات من الوحدات العسكرية على الجبهتيْن السورية والمصرية كالعراق، والأردُن، والمغرب، كما قُطِع إمدادُ النّفط عن الغرب؛ لكن السّادات أوقعَ الجيشَ المصري في خسارة كان بإمكانه أن يتفاداها لو أنّه استمع إلى النّصيحة العسكرية للفريق (سعْد الدين الشّاذلي)، ولأصبح في الإمكان منعُ العدوّ من حصار الجيش الثالث المصري، وتدمير قوات العدوّ غَربَ القناة؛ وهكذا، حدثت ثَغْرة (ديفروسْوار)، وتنفّسَت إسرائيلُ الصّعداء وعبَرتِ القناة وطلبَ (السادات) وقْفَ إطلاق النّار وتحوّل النّصر إلى هزيمة..
[الحربُ الأهلية اللبنانية: 1975 ــ 1990]: اندلعت هذه الحرب إثر مقتل ركّاب باصْ فِلسْطينيين على يد بعض العناصر الحزبية في الحادثة المعروفة بحادثة (عيْن الرّمانة) في (13 من أبريل 1975)، وكان الزعمُ الانتقام لمقتل مُرافق رئيس الكتائب (بيار الجُمَيل)، وهكذا بدأتْ ساحة القتال في اليوم التالي في (بيروت) تستعر بالقصف المتبادَل بين ما عُرِف بالجبهة اللّبنانية، والآخر المعروف بالحركة الوطنية بقيادة (كمال جُنْبُلاط)؛ وفي (16) من فبراير عام 1977، تمّ اغتيالُ (كمال جُنْبُلاط)، فمالت الكفّةُ إلى صالح المؤيّدين لسوريا ولدوْرِها الرّئيسي في (لبنان)؛ وفي سنة (1983) تمّ تفجيرُ مقرّ (المارينز)، ومقرّ القوات الفرنسية ممّا استدعى انسحاب هذه القوات؛ وفي سنة (1989) تمّ انتخابُ الرئيس (رونيه مُعَوَّض) الذي ما لبث أنِ اغتيلَ في موكبه بعد عشرة أيام من اتّفاق (الطّائف)؛ وهكذا، تمّ بعْدها اجتثاثُ سلطة (ميشال عَون) ثم انتُخِب (إلياس الهَراوي) رئيسًا للجمهورية بعد يوميْن، وانتهى فصلُ هذه الحرب التي دامت (15) سنة..
[الثورة الإيرانية: 1979]: انبثقت هذه الثورة على يَد [الخُميْني]، كان هدفُها تخليصَ الناس من الظّلم الذي يعانونه على يد الشّاه الجائر الذي روِيَت عنه وعن مخابراتِه قِصَص تقشعرُّ لها الأبدانُ إلى حدِّ إيجاد تصميمات خاصّة لآلات التّعذيب الفريدة في جهاز (السّافاك)؛ لم يكنِ [الخُميْني] في بداية أمْرِه إلاّ واعظًا تنتشر أشرِطتُه بيْن الناس لتلهبَ حماسهم، غيْر أنّ الخطّة تغيَّرت وهو في (فرنسا)؛ وهكذا تهيّأتِ الأوضاعُ الدّاخلية للثورة، فاستولتِ الجماهيرُ على مقاليد الأمور، وسارع الجيشُ والشّرطةُ إلى الانضمام إلى الثورة، وتمّتِ السّيطرةُ على أجهزة الحكم، وفَرّ مُرتزقةُ الشّاه الهارب، تاركًا الجمل بما حمَل؛ وهكذا أصبحت الثّورةُ الإيرانيةُ نموذجيةً لقاعدة شعبية محمّلة بالمشاعر، ولم يَكُن علماءُ الاجتماع، ولا المؤرّخون، ولا علماء المستقبليات يعتقدون ولو نظريًا أن تقومَ ثورة مصْدرُها الدّين، ورجالُها رجالُ الدين، حتى حدثَتِ الثّورة الإيرانية، وجعلت المفكّرين يعيدون النّظَرَ في نظرياتهِم السّابقة؛ ومن ثمَّ بدأ الخوفُ من الدين، ومن أثر الخطاب الديني، وجاءت حربُ (أفغانستان) لتكرّسَ هذه المخاوف من المعتقدات الدينية، حتى صارَ الدّينُ سببًا في ظهور الإرهاب، ولكنّ الدّينَ من ذلك بَراء..

Exit mobile version