Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل مشكلة التعليم هي المال؟

School children listen to their teacher as they study during a class in the Oudaya primary school in Rabat, Morocco January 31, 2019. Picture taken January 31, 2019. REUTERS/Youssef Boudlal

عندما نسمع أن البنك الدولي قدم تمويلا إضافيا لبرنامج دعم التعليم في المغرب بالإضافة إلى التمويل الذي حصل عليه سنة 2019، وقالت المؤسسة المانحة إن هذا التمويل يهدف إلى مساندة الحكومة المغربية في تنفيذ أجندة طموحة للغاية لإصلاح التعليم، (عندما نسمع) مثل هذا الكلام نطرح السؤال الذي يبقى مشروعا: هل أزمة التعليم في المغرب هي مجرد أزمة تمويل؟
وحتى نكون واضحين من البداية لسنا ضد أي وزارة تبحث عن تمويل من جهة معينة قصد تنفيذ مشاريعها، وإن كانت تمويلات البنك الدولي كما هو معروف غير محايدة، فهي تفرض إصلاحات بعينيها، مما قد يتعارض مع خطة الإصلاح الوطنية، لكن لدينا مجرد سؤال حول علاقة التمويل بالإصلاح وهل إذا تمكنت الوزارة من الحصول عليه انحلت المشاكل أم إن الأزمة في بنية الإصلاح نفسه؟
لو كان الأمر يتعلق بمجرد تمويلات يحتاجها إصلاح التعليم لتم رفع ميزانيته على حساب ميزانيات أخرى وتم حل المشكل، لكن الأمر أكبر بكثير من أزمة تمويل. هي أزمة بنيوية عميقة أكبر حتى من إصلاح التعليم. قبل سنوات تم إنجاز تقرير الخمسينية، الذي أشرف عليه مزيان بلفقيه، وهو تقرير ليس فيه ما يعاب بل كان ينبغي تنفيذ توصياته، لكن تم إغلاق هذا القوس وفتح قوس آخر اسمه “النموذج التنموي الجديد”.
نعرف أن خلفية النموذج حقيقية وتسعى للإصلاح والتغيير، أي لابد من أن يكون للمغرب نموذج إرشادي وفقه يسير، لكن كان على من تكلف بإنجاز هذا العمل أن يقول للمغاربة لماذا تم إغلاق قوس “تقرير الخمسينية” وأين فشل وما هي معيقاته، حتى نعرف أن النموذج التنموي هو جواب عن سؤال.
الشيء نفسه يذكر بالنسبة للتعليم. الوزير الحالي هو الذي أشرف على إنجاز النموذج التنموي. ويمكن للوزير أن يندمج بسرعة في إصلاح التعليم باعتباره أدرى المغاربة بمداخل ومخارج النموذج الجديد. لكن لماذا تم إغلاق قوس خطة إصلاح التعليم السابقة وفتح قوس جديد؟ أين فشل المخطط السابق وأين نجح؟
ما يظهر للمغاربة وخصوصا الملاحظين أن أي مخطط مرتبط بالوزير، فوزير التعليم العالي جاء فألغى نظام “الباشلور”، دون أي ذريعة، وربما سيأتي وزير آخر ويقول للجميع “إنكم لا تعرفون شيئا”، ويطرح مشروعا آخر، وبالنتيجة آلاف الخريجين، الذين رأينا نموذجا واحدا منهم حيث تقدم لامتحان مزاولة المحاماة 81 ألف مرشح، وهناك حاصلون على الإجازة فما فوق لم يتقدموا لهذا الامتحان، تم فرز بضع مئات والباقي بلا شغل، وهذا يمكن أن ينطبق على كافة الشعب العلمية والأدبية.
ما دور التعليم إن لم يكن قادرا على إدماج الشاب في سوق الشغل؟ هل نحن أمام تعليم أم محاربة أمية؟ أي تعليم نريد؟ ما هو مفهوم المدرسة؟
الدول التي اعتنت بالمدرسة وحدها تقدمت. دول اعتمدت على نفسها دون تمويل مشروط وحققت المعجزات. فما ذلك على المغرب بعزيز لو توفرت الإرادة.

Exit mobile version