Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل يريد أخنوش اصطداما شعبيا؟

ما زال تراند “أخنوش إرحل” يتسيّد مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين، لم ينزل للحظة واحدة، وانضاف له اليوم تراند آخر “لا لغلاء الأسعار”، ومع ذلك الحكومة دسّت رأسها في الرمال كالنعامة ظنا منها أنها ستنجو من غضب الشعب، الذي لم يعد اليوم مقتصرا على فئة دون أخرى بل حتى بعض الفاعلين الاقتصاديين تضرروا كثيرا نتيجة للاحتكار الذي يمارسه “تجمع المصالح الكبرى”، الذي يقود الحكومة. لكن هناك أمر خطير يفوق بكثير الغلاء وارتفاع الأسعار. ما هو؟
طبعا يعتقد كثيرون أنه لا خطورة فوق ارتفاع الأسعار ولا شيء يعلو عليها من حيث الضرر. لا. هناك أمر جلل ناتج عن ارتفاع الأسعار هو احتمال اصطدام الشعب، لا قدر الله. نموذج بسيط كافٍ لتصبح هذه الفرضية حيّة. إحدى مكونات النقل أعلنت عن زيادة 20 في المائة في تكلفة النقل تبعا للزيادة في أسعار المحروقات، قبل أن تتراجع هي بدورها تحت الضغط وتعلق هذا الأمر في انتظار ما تسفر عنه الحوارات مع الحكومة، التي يبدو أنها غير معلنة أو أنها على الهامش أي غير رسمية.
لا يهمنا أنها تراجعت أو لم تتراجع، ولكن ينبغي قراءة الموضوع من زاوية أخرى. هو أن الفاعل الاقتصادي، سواء كان ناقلا أو بائعا أو منتجا أو مستوردا، كلما ارتفعت الأسعار يصرفها تجاه المستهلك، أي المواطن المغلوب على أمره. الزيادة قرار غير صائب اتخذته الحكومة خدمة لمصلحة “تجمع المصالح الكبرى”، وبالتالي هي التي تتحمل مسؤوليته، وعلى الفاعل الاقتصادي التوجه رأسا للحكومة بدل القفز فوق الحائط القصير الذي هو المواطن المستهلك.
عندما تكون الزيادات غير معقولة تظهر للعيان ويفهمها غير المتخصص، فاليوم أسعار البترول تنخفض في السوق الدولية، لكنها ترتفع في المغرب مما يجعل المعادلة غير دقيقة بل غامضة قد تؤدي إلى نتائج وخيمة على قوت المغاربة، وبالتالي على الفاعل الاقتصادي أن يفاوض الحكومة في الزيادات، لا أن يفرضها مضاعفة على المواطن، لأن هذا الأخير قد ينتفض في لحظة من اللحظات تجاه الفاعل الاقتصادي ونصبح أمام اصطدام وسط الشعب.
يبدو أن هذا ما يريده رئيس الحكومة هو نقل المعركة من “أخنوش إرحل” إلى مواجهة بين مكونات الشعب تخرج منها الحكومة خروج الشعرة من العجين، حتى ننسى نحن المواطنين المتسبب الرئيسي في الغلاء الذي هو أخنوش وما يمثله من تجمع للمصالح الكبرى، التي لا يهمها أن تكتوي جيوب المواطنين من نار الأسعار.
يعيش أخنوش في ورطة يحاول تصريفها خارج مربع الحكومة، وهي في الواقع موجودة داخل الحكومة باعتبارها الأداة التنفيذية التي بيدها سلط عديدة ومؤسسات توظفها لخدمة أهدافها، وأي محاولة للالتفاف هي مضيعة للوقت وزيادة في التوتر، لكن منطق رجل الأعمال يطغى على منطق السياسي في حركية أخنوش لهذا نجده لا يبالي بما يجري حواليه بل إنه مستعد لـ”يعيد للمغاربة الترابي”.

Exit mobile version