يعيش الدولي المغربي يوسف النصيري فترة تألق استثنائية مع فريق فنربخشه التركي، حيث أصبح أحد أبرز الهدافين في الدوري التركي، ما جعله محط أنظار الجماهير والمتابعين.
ورغم هذا الأداء اللافت مع ناديه، إلا أن النصيري لا يبدو بنفس الحدة التهديفية عندما يمثل المنتخب المغربي، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التفاوت بين أدائه في النادي والمنتخب.
منذ انضمامه إلى فنربخشه في صيف 2024، برز النصيري كعنصر حاسم في تشكيلة الفريق. أرقامه تتحدث عن نفسها؛ 27 هدفًا و5 تمريرات حاسمة في جميع المسابقات، بما في ذلك أهداف مصيرية في الدوري الأوروبي، حيث لعب دورًا محوريًا في تأهل فريقه إلى دور الـ16.
يعتمد فنربخشه على منظومة هجومية تخدم نقاط قوة النصيري، من خلال الكرات العرضية واللعب المباشر، مما يتيح له استغلال قدراته في التمركز داخل منطقة الجزاء، خاصة مهارته في التسجيل بالرأس.
هذه الحرية التكتيكية جعلته يتصدر المشهد التهديفي ويعزز مكانته كمهاجم من طراز رفيع.
على النقيض من تألقه في تركيا، يواجه النصيري صعوبة في الحفاظ على نفس المستوى مع المنتخب المغربي. ورغم تسجيله 23 هدفًا في 78 مباراة دولية، إلا أن مردوده لا يعكس إمكانياته الهجومية بشكل كامل.
قد يكون جزء من المشكلة مرتبطًا بأسلوب اللعب المختلف في المنتخب. يعتمد “أسود الأطلس” بقيادة وليد الركراكي على الاستحواذ والاختراقات عبر العمق والكرات القصيرة، وهو أسلوب لا ينسجم تمامًا مع نقاط قوة النصيري الذي يفضل اللعب المباشر واستغلال العرضيات.
كثيرًا ما يظهر النصيري معزولًا بين المدافعين بسبب قلة الإمدادات الهجومية التي تتناسب مع أسلوبه. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضغط المباريات الدولية وقصر مدة المعسكرات التدريبية لا يمنحان الوقت الكافي لتحقيق الانسجام المطلوب.
يرى العديد من المحللين أن الاختلاف في التوظيف التكتيكي هو السبب الرئيسي لهذا التباين. في فنربخشه، يحظى النصيري بدعم متواصل من الأجنحة وصناع اللعب، بينما في المنتخب، لا يتم استغلال مهاراته في الكرات الهوائية واللعب خلف المدافعين بالشكل الكافي.
إذا أراد الركراكي استخراج أفضل نسخة من النصيري، فقد يكون من الضروري تعديل بعض الجوانب التكتيكية، مثل تعزيز اللعب عبر الأطراف وزيادة الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، حيث يتألق النصيري في إنهاء مثل هذه الفرص.
التحدي الأكبر الذي يواجهه وليد الركراكي هو كيفية توظيف النصيري بما يناسب إمكانياته. قد يكون منح النصيري حرية التحرك خارج منطقة الجزاء، وتخفيف الضغط عنه كمهاجم وحيد، هو مفتاح إعادة اكتشاف فعاليته مع المنتخب.
كما أن بناء شراكات هجومية فعالة حوله، والاستفادة من لاعبي الأطراف في خلق الفرص، يمكن أن يحول النصيري إلى قوة تهديفية موازية لما يظهره مع فنربخشه.
لا شك أن يوسف النصيري يعيش أفضل فتراته الكروية، مما يجعل تطلعات الجماهير المغربية كبيرة بشأن أدائه مع “أسود الأطلس”.
ولكن لتحقيق هذا، يتطلب الأمر من الطاقم التقني إعادة النظر في طريقة توظيفه، وتهيئة الظروف التي تمكنه من استغلال مهاراته التهديفية.
يبقى السؤال مطروحًا: هل سينجح الركراكي في فك شفرة النصيري، أم ستظل هذه الفجوة قائمة بين دائه في النادي والمنتخب؟