Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وزارة الصحة تُعلن حالة الطوارئ لمواجهة موجات الحرارة

تجندت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمواجهة تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على الصعيد الوطني، حيث راسلت مندوبي الصحة الجهويين والأطر الصحية بمختلف مناطق المملكة، ودعت المراسلة الموجهة من طرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، المندوبين الجهوين والأطر الصحية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتداعيات موجة الحر الشديدة، التي تعرفها المملكة خلال فصل الصيف.
وتضمنت ذات المراسلة توجيهات بتعبئة جميع المصالح الصحية المختصة من أجل خدمة المواطنين وحمايتهم من تداعيات موجة الحر، وذلك من خلال توفير فرق الدعم وفرق الطوارئ، وتهيئة وحدات العناية المركزة في المستشفيات.
و شددت المراسلة على ضرورة تعبئة المرافق الصحية التي تقدم خدماتها في مجال الطوارئ بالمستشفيات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، فضلا عن تعزيز التدابير الصحية وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة، وتضمنت ذات المراسلة توجيهات أخرى من قبيل تعزيز الرعاية الصحية للأشخاص في وضعية صحية هشة، خاصة كبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
و حثت المراسلة على بذل الجهود من أجل التصدي لخطر لدغات الأفاعي ولسعات العقارب، وتعزيز خدمات مراكز الوقاية من التسمم الناتج عن هذه الإصابات، وفقا لما تنص عليه الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التسمم.
جدير بالذكر أن الحالة الجوية بالمغرب تتميز خلال هذه الأيام بطقس حار، خصوصا بالمناطق الداخلية للبلاد حيث تجاوزت درجات الحرارة المعدل الموسمي بدرجتين إلى 5 درجات، وتحديدا بجنوب وسط وجنوب شرق البلاد وكذلك السهول الداخلية للمملكة.
ويشار أيضا إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية، أصدرت، يوم أمس الأحد، نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، توقعت فيها تسجيل موجة حر مع درجات حرارة تتراوح ما بين 42 و46 درجة ابتداء من اليوم الإثنين إلى يوم الخميس المقبل بعدد من أقاليم المملكة

تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يشهد المغرب استمرار ارتفاع درجات الحرارة في حتى نهاية القرن الحالي، مع موجات حر أكثر تواترا وتطرفا وانتشارا، وفقا لتقرير “المرونة المناخية من أجل التحول الطاقي في المغرب”، وأوضح التقرير أن ذلك سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في الطلب على الطاقة للتبريد، ويمكن أن تؤثر موجات الحرارة أيضًا على كفاءة النقل وتوليد الطاقة من محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية أن المغرب أصبح أكثر جفافاً تدريجياً، وما يعيق التعافي هو متوسط هطول الأمطار السنوي في البلاد وارتفاع الانبعاثات الدفيئة. وتظهر التوقعات المناخية أيضًا أن موجات الجفاف الشديدة والمتكررة يمكن أن تحدث في وسط وجنوب المغرب.
ومن المرجح أن يؤدي انخفاض هطول الأمطار والمزيد من حالات الجفاف إلى انقطاع توليد الطاقة الكهرومائية والطاقة التي تعمل بحرق الفحم، الأمر الذي يتطلب كمية كبيرة من المياه لتوليد الطاقة والتبريد.
وأكد التقرير أن المغربيبذل بالفعل جهودًا للتحول نحو تقنيات أقل استهلاكًا للمياه، مثل تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ ومحطات توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة بالغاز الطبيعي.
ويعتبر قطاع الطاقة محوريًا في استراتيجية المغرب لتغير المناخ، حيث يساهم بأكبر قدر من جهود التخفيف. يتمثل أحد التدابير الرئيسية في زيادة توليد الكهرباء المتجددة من نسبة 17.6 في المائة في عام 2020 إلى 52 في المائة بحلول عام 2030.
وبالنظر إلى أن تقنيات الطاقة المتجددة حساسة بشكل عام للظروف المناخية ويمكن أن تتأثر سلبًا بتغير المناخ، مما يؤدي إلى بناء القدرة على التكيف مع المناخ ستصبح أكثر أهمية.
ومع ذلك، لم تتم مناقشة قدرة قطاع الطاقة على التكيف مع المناخ مقارنة بالقطاعات الأخرى، في حين تم إحراز تقدم ملحوظ في سياسات التكيف والمرونة للمياه والزراعة والتنوع البيولوجي ومصايد الأسماك.
وأوصت الوكالة بأن ضمان تحول الطاقة المقاوم للمناخ في المغرب، يستلزم كخظوة أولى وضع خطة قطاعية مخصصة لقطاع الطاقة.
ويمكن أن تتضمن الخطة القطاعية إجراءات ملموسة مثل التقييم الشامل لتأثيرات المناخ، ووضع خطط متخصصة للمناطق عالية الخطورة، وتقييم تأثير التنويع على مزيج الطاقة، والتحول إلى التقنيات الموفرة للمياه والمقاومة للحرارة.

و أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن بدء ظاهرة النينو المناخية في المحيط الهادئ، وذلك للمرة الأولى منذ سبع سنوات، لتمهد الطريق أمام ارتفاع محتمل لدرجات الحرارة العالمية واضطرابات في أنماط الطقس والمناخ.
وأوضحت المنظمة العالمية، في آخر نشراتها، أن هناك احتمالا بنسبة 90 في المائة لاستمرار ظاهرة “النينيو” خلال النصف الثاني من عام 2023، متوقعة أن تتسم هذه الظاهرة بقوة معتدلة على أقل تقدير.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، “إن ظهور ظاهرة النينيو سيزيد كثيرا من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة والمزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات”.
وأضاف أن إعلان المنظمة عن ظاهرة “النينيو” يعد إشارة للحكومات في جميع أنحاء العالم، “للاستعداد للحد من الآثار على صحتنا وأنظمتنا البيئية واقتصاداتنا”.
وتحدث ظاهرة “النينيو”، في المتوسط، كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادة من تسعة إلى 12 شهرا.
يتعلق الأمر بظاهرة مناخية تحدث بشكل طبيعي وتقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ. لكنها تحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.
وتحسبا لظاهرة “النينيو”، توقع تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في ماي أن هناك احتمالا بنسبة 98 في المائة بأن تكون سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وفترة السنوات الخمس ككل، هي الأدفأ على الإطلاق، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في عام 2016 عندما كانت ظاهرة “النينيو” قوية بشكل استثنائي.

Exit mobile version