Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وزيرة الطاقة لا طاقة لها

في بداية تشكيل الحكومة قدموا لنا بروفيلات الوزراء والوزيرات واعتقد البعض حينها أن الحكومة الحالية مختلفة، والحمد لله لم نكن ملتبسين، عندما كتبنا أن الحكومة لن تقام بطريقة “الدليل السياحي المزيف” بعدما وزيرة الانتقال الطاقي وهي تتحدث بالانجليزية، التي أصبحت تدرس في الأزقة في المغرب، والزمن كفيل بأن يكون خير دليل على بعض الأفكار، لأن كثير من المتتبعين ظنوا القصة مجرد “حقد” ضد الوزيرة، لكن ها هو الزمن يبين أن الوزيرة التي قدموها خبيرة في الطاقة ليس لها من الخبرة سوى عملا بسيطا في فرع إحدى الشركات بالبحرين.
وهاهي اليوم تبرهن بما لا يدع مجالا للشك أنه لا علاقة لها بالطاقة، بعد أن سمعنا تصريحها حول مصفاة لاسامير، حيث قالت إن إصلاح المصفاة لن تكون له فائدة على سوق المحروقات، مما بيّن أنها لا تفهم شيئا في موضوع الطاقة، وهو ملف تفهمه أمينة بنخضراء وبعض المسؤولين بالوزارة ناهيك عن لوبي المحروقات، لكن هذا الأخير همه الربح وهو يمثل تجار الأزمات.
لا تعرف الوزيرة أن لاسامير مهمة جدا لعدة أسباب، أهمها، أن السوق الدولية تعرف انخفاضا في خام البترول، وما يعرف ارتفاعا نتيجة الحرب الأوكرانية هو سوق المحروقات المصفاة طبعا، فالطلب متزايد على المحروقات وليس على البترول الخام، فلتتصور معنا الوزيرة، ونحن على دراية من مبلغها من العلم، ان مصفاة لا سامير ما زالت تشتغل. كم كنا سنربح من أموال طائلة؟ هل كانت المرحوقات ستباع بهذه الأثمان؟
لو كانت مصفاة لاسامير تشتغل لكانت الكلفة أرخص بكثير وقد تصل إلى النصف مما هو عليه الحال اليوم، لأن شراء البترول الخام سيكون بثمن منخفض وبالتالي ستتم تصفيته وتكريره في المغرب بتكلفة أرخص مما سيجعل ثمنه بسيطا مقارنة بـ”النار” التي تحرقه اليوم.
الوزيرة لا تعرف أن مصفاة لاسامير وبالإضافة إلى التكرير تتوفر على خزّانات قادرة على استيعاب مليون و900 ألف طن، وهو بالأرقام نصف المخزون الاستراتيجي للمغرب، والنصف الآخر عند الشركات، بينما لا نتوفر اليوم على النصف الثاني، بما يعني أننا خسرنا مصفاة كما خسرنا 50 في المائة من التخزين، وهذا دليل أن الوزيرة التي تسمى وزيرة للانتقال الطاقي لا تعرف واقع الطاقة قبل الانتقال بها وخير دليل على ذلك أنها لا تعرف ملف لاسامير ولم تطلع عليه ولم تقرأه.
أما التصريح الثاني وهو أكثر خطورة من الأول، هو عندما قالت إنها تعرف أن المحروقات في ارتفاع مستمر لكن ليس لديها ما تفعله، مؤكدة ما قاله زميلها بايتاس في وقت سابق “اللي عندو شي سيارة يتحمل مسؤوليتو عليها”. الوزيرة لا تفهم معنى الوزير. هو صاحب الحمل الثقيل. لقد وفرت له الدولة السائقين والطباخين وحتى من يوصل أبناءه للمدرسة، كي يتفرغ هو للتفكير في إيجاد حلول للمعضلات. ما معنى أن تكون وزيرة للطاقة لا تفكر في حلول لمشاكل الطاقة بالمغرب؟
الوزير هو الذي يفكر نيابة عن الجميع، وهو الذي يفتح باب الأمل في وجه الناس لا أن يغلقه، لأن من تقول “ما عندنا ما نديرو” هي تدعو للفوضى لا قدر الله، ودورها أن تفكر في وقف نزيف الأسعار وتفكر بتنسيق مع وزراء آخرين في إلغاء بعض الضرائب حيث إن بعضها يستنزف قرابة نصف السعر أو الثلث.

Exit mobile version