Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وكالة الأنباء الجزائرية تختلق القصص وتصدقها

— بقلم: عادل الزعري الجابري —

في الوقت الذي تكافح فيه وسائل الإعلام من أجل محاربة الأخبار الزائفة، فإن وكالة الأنباء الجزائرية (واج) تجعل منها محرك اشتغالها

فهي لا تقوم فقط بتحويل المعلومة قصد تسخيرها في خدمة مساعي كاذبة ودعائية لعقولها المدبرة، بل إنها تخترع سيناريوهات ذات درجة خطورة عالية، من قبيل إسنادها تصريحات لرؤساء دول لم يدلوا بها أبدا

وقائع المشهد جرت في القصر الرئاسي بأبوجا، حيث استقبل الرئيس النيجيري، محمدو بوهاري، الجمعة، ما يسمى بـ”سفير” الجمهورية الصحراوية المزعومة في نهاية “مهامه” بالعاصمة النيجيرية. الاستقبال كان في حد ذاته مبتذلا

فهو لا يتطلب تعليقا خاصا، على اعتبار أن نيجيريا لا زالت تستقبل تمثيلية لـ “البوليساريو” على ترابها، الأصل المنفعي للرئيس السابق جودلاك جوناثان وبعض أسلافه. لكنه يستدعي ملاحظات حول الكيفية التي نقلت بها وكالة الأنباء الجزائرية الخبر، وذلك على نحو يكشف “الموهبة التحريرية” لمؤلفيه، عندما يتعلق الأمر بالكتابة عن المغرب

فبعد إصدار صيغة المجاملة المعتادة في الأعراف الدبلوماسية، أكد المستشار الخاص في الاتصال والإعلام لدى الرئاسة النيجيرية، فيمي أديسينا، في بيان مقتضب، أن الرئيس بوهاري هنأ ضيفه، الذي هو – على سبيل التذكير – ليس سوى مغربي يعيش أشقائه وشقيقاته الوحدويون حياة هادئة في كلميم وفي مدن أخرى بالأقاليم الجنوبية- على مقامه في أبوجا، معربا له عن متمنياته بـ “حظ سعيد في مشاريعه المستقبلية”. لا شيء أكثر من ذلك

وعند نقل المعلومة، عملت وكالة الأنباء الجزائرية، بكل وضوح، على تحويلها لمصلحتها، من خلال نسب موقف للرئيس بوهاري نفسه، متحدثا عن وهم “الاستفتاء”، وأكذوبة “تقرير المصير” أو خدعة “الشعب الصحراوي”، الذي لا يوجد سوى في مخيلة صانعته، الجارة الجزائر

فكيف سمح حراس معبد خلية “المغرب” داخل وكالة الأنباء الجزائرية لأنفسهم بتلاعب من هذا القبيل، وهم يتحدثون عن ما يسمى بـ “جهود” الرئيس بوهاري “داخل الاتحاد الإفريقي” من أجل تسوية النزاع حول الصحراء ؟، علما أن هذه القضية هي من الاختصاص الحصري للأمم المتحدة التي أضحت تختار نهج الواقعية والتوافق، بما يكرس رجاحة المقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره الحل الأكثر مصداقية، وواقعية، والأكثر قابلية للتطبيق لهذا النزاع الإقليمي المصطنع

وتنضاف إلى السموم المنفوثة من قبل (واج) ووسائل الإعلام الأخرى المطبلة لنظام الجزائر العاصمة، عدم اتساق فاضح في السلوك والمواقف المتخذة اتجاه المغرب، والتي تماثل الانفصام في الشخصية. ولعل ما يشهد على ذلك، حالة الهستيريا التي تملكت المسؤولين الجزائريين في الأيام الأخيرة على مستوى أعلى هرم الدولة، عند الإعلان عن الافتتاح المتتالي لتمثيليات قنصلية لبلدان شقيقة وصديقة بمدينة العيون.

ومن غير المفهوم، أيضا، الخرجات الإعلامية لهؤلاء المسؤولين أنفسهم، عندما يتطرقون لجوارهم مع المغرب، متحدثين عن “بلد شقيق” أو عندما يدعون حيادا مزيفا حيال قضية الصحراء المغربية، في الوقت الذي يسخرون فيه آلتهم الدبلوماسية، ويعملون على تعبئة الموارد المالية المستترة والجلية من أجل دعم “البوليساريو” والترويج للطرح الانفصالي.

وهنا، فإن آخر تصريح يعود لوزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الذي أكد،أول أمس السبت، أن بلاده ملتزمة “بعدم صب الزيت على النار

Exit mobile version