Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وهبي…من ورطة التقاشر إلى الهروب الجماعي لمنتخبيه

وصلنا إلى مرحلة رأينا فيها جيلا من الوزراء لا يميز بين الحكومة كأداة للتنفيذ وتمثلاته الشخصية لها باعتبارها سلطة فوق السلط. والآفة الكبرى أن يكون الشخص ممن لم يحلموا بها أبدا بل كانوا يرونها بعيدة بعد السماء عن الأرض ولا خطر ببالهم في يوم من الأيام أن يحوموا حولها، وكانت معرفتهم بمسؤول أصغر بكثير من وزير يشكل حلما، لكن ظروف معينة وشروط سياسية حملتهم نحو الرئاسة، وكان إدريس البصري ذات نشاط ببرشيد وقال لرئيس مجلسها حينها وكان طاشرونا “إييه من الملاسة للرئاسة”.
عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس المجلس الجماعي، نموذج من هذا الصنف من السياسيين، الذين تعلموا السياسة بسرعة وما اختمرت شخصياتهم، لهذا يراكمون الأخطاء بشكل كبير جدا، ففي ظرف وجيز وقع في ثلاثة مطبات، تبين إلى أي مستوى وصلت الوزارة في المغرب.
ومنذ اليوم الأول في الوزارة فهم أنها سلطة قمع وسيف فوق رؤوس العباد حتى لو كانوا مسؤولين، فعندما ذهب مرافقا لوزير الثقافة والشباب والتواصل، في جولة بالمنطقة وبما أنه رئيس المجلس الجماعي، دخل في جدل مع مندوب الثقافة، وقال حينها قولته المشهورة “ياك أنا وزير العدل… تحت سلطتي البوليس والمخابرات وكنعرف لون التقاشر ديالك”.
لون التقاشر يذكرنا بالمسؤول الأمريكي الذي يعتبر قرصانا اقتصاديا، والذي اختار لونا واحدا لجواربه، التي يسخر منها الإعلام والسوشال ميديا بينما يسخر هو من الجميع، لأنه يبحث عن ثروات لبلاده، في وقت يبحث وهبي عن ملء سيرته بالمشاحنات ومحاولة الظهور بمظهر الوزير القوي، في وقت لم تعد وزارة العدل سوى إدارة لشؤون القضاء تبني المحاكم وتقتني “أنواع المنظفات” والكراسي والطاولات والبيسيات، أما السلطة فهي في يد المجلس الأعلى للسلطة القضائية بعد انتزاع النيابة العامة من وزارة العدل.
ثاني مطبات الوزير هو محاولة سحب مكتسب من يد المجتمع المدني بصفته وزيرا للعدل حماية لمنتخبيه بصفته أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، مما جعل منظمات المجتمع المدني تحتج أمام الوزارة، لأن الحق في متابعة المنتخبين الفاسدين حق مكتسب ولا يمكن سحبه إلا إذا كان ذلك تواطؤا معهم، وما قام به وهبي يعتبر سابقة في تاريخ المغرب لأنه لم يجرؤ وزير على هذا الفعل حتى لو كان متواطئا مع الفاسدين فإنه يقوم بذلك خفية، لكن هذا وزير وزعيم سياسي يجهر بمساندته للمفسدين تحت عناوين زائفة.
أما ثالثة الأتافي، وقاصمة الظهر، هي خروج ستة من المنتخبين، من حزب الأصالة والمعاصرة، ببيان تاريخي، ونقول تاريخيا ليس من باب المزايدة اللفظية، ولكن لأن وهبي كان يعتبر المجلس الجماعي لتارودانت في “جيبه”، حتى صدر البيان من أبناء حزبه وشهد شاهد من أهلها أن سعادة الرئيس غير ديمقراطي ويتخذ القرارات الفردية معددين سلسلة الاختلالات في تدبيره.
واحد قد يكون غلطا ولكن هذه سلسلة من المطبات اخترنا منها ثلاثة فقط للدلالة على نوعية الوزير الذي يدبر شؤوننا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

Exit mobile version