Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

يحيى الفاندي: قضية العمر” و”السربة” في آن واحد تحد لقياس حدود مؤثراتي ب “الدراما” و”الفكاهة”

يشارك الفنان يحيى الفاندي أحد الكتاب الثلاثة لسيناريو مسلسل “قضيةالعمر ” الذي يشاهده ملايين النظارة في عملين مغايرين متزامنين على القناة الأولى ؛ الأول “دراما” والثاني “فكاهة ” ( السربة) ، ويجمع فيهما بين كتابة السيناريو والتشخيص..

في حواره إلى”النهار المغربية” ، كشف الفاندي سر تحديه للمهام المتعددة وأسرار نجاح دراما “قضية العمر” وعلاقته بالسينما والكتابة وأشياء أخرى..

* فكرة “قضية العمر ” أتمتح من الواقع أم اقتباس أم مزيج بين الاثنين زائد الخيال؟

# الفكرة الجوهرية لسيناريو “قضية العمر” تعود لزميلنا الفنان عدنان موحجة وقد عملت على تطويرها، وليس فيها أدنى اقتباس .
نظرا لتقاربي الكبير وعدنان موحجة في العديد من الأفكار والتوجهات ، فقد استطعنا العبور بها الى عمل درامي حققنا فيه التفوق بعدما التحق بنا المخرج مراد الخودي في خلية الكتابة . فالشرارة الأولى لهذا العمل، وللأمانة ، منطلقها عدنان موحجة.
كانت مجرد فكرة في بدايتها.
طموحاتنا الكبيرة حتمت علينا فتح أوراش نوعية عديدة لمناقشتها . أقحمنا الفكرة في قالب الصناعة الدرامية فغذيناها فنمت حلما ،ثم استقرت حقيقة على ماهي عليه ؛ سيناريو وحوار لمسلسل نال إعجاب المشاهدين .

* ما تفسيرك للتركيز على العدل (المحاماة ) والصحة ( الطب النفسي) كجوهر لقصة المسلسل ؟

# بكل صدق ،في سيناريو هذا المسلسل لا شي ترك للصدفة ؛ لأن المهنية كانت تطوقنا والنجاح كان هدفنا.
أولا ،كان الظلم بكل أنواعه ونقيضه العدالة الشاملة مقصدا لنا في السيناريو . تركيزنا انصب في بداية الأمر على قضية جوهرية للنص، مفادها أن مظلوما قابعا وراء قضبان السجن لمدة ثلاثين سنة يؤدي عقوبة بالنيابة على مجرم أومجرمين ينعمون بكامل الحرية . في المقابل ، ولربح هذه القضية باسترجاع البراءة المسلوبة من صاحبها ،كان لزاما علينا “إعداد”محام بكاريزما محددة ، ملؤها مواصفات النزاهة والعفة والاستقامة (عدان موحجة أو آدم مجاهد)..
بينما كان هذا المحامي
بتجربة عالية في ميدانه ؛ فهو دون رضى عما يقدم للمجتمع من دفاع لفائدة الظالمين مقابل المال الوفير ؛ إذ سرعان ما سيتحول عن كامل اقتناع منه ، إلى هيئة ناجحة في الدفاع عن المظلومين ، ليكون هو بطل المسلسل بنسبة عآلية .
بكسبه لأول قضية اجتماعية لصالح مأجورين مظلومين سترتفع أسهمه المعنوية في بورصة المحاماة وستنسج أول خيوط علاقته بضحية القضية الجوهرية ؛ وهو محمد خيي أو “با العربي”..

* العدل بصفة عامة والمحاماة بالخصوص كانا مقصودين إذن؟

# بكل تأكيد ؛ قطاع المحاماة كان مقصودا بنسبة مائوية كبيرة وعبره العدالة بصفة عامة .لقد طرحنا نسبة إسهام كل فاعل في المجتمع انطلاقا من موقع مسؤوليته في الإصلاح الجذري.
ركزنا على دور المحامي وحاولنا إسقاط منسوب نجاحه في مبادرات الإصلاح الصحيح على كل مكونات المجتمع . استهدفنا رجل الأعمال ، والوكيل العام والمهندس والطبيب وغيرهم من الفاعلين المؤثرين .. بمعنى أننا طرحنا عدة مساءلات تحتمل أيضا عدة أجوبة ؛ من قبيل ؛ ما دور كل فاعل في المجتمع ؟ هل يقتصر على إطار عمله دون تجاوز خطوطه ؟ هل يستمر سالبا في مجتمع بقيم أخلاقية وإنسانية يراها تنهار يوما بعد يوم دون تحريك ساكن..؟

* لم تتخوفوا من مطب الخطأ القانوني في تجسيد دور المحامي واختراق قدسية المرافعة وطقوس المحاكمة؟

# حينما كان السيناريو قيد الكتابة، كانت لنا العديد من الاستشارات القانونية .أؤكد لكم أن أكثر من تسعين في المائة من أحدات السيناريو المتعلقة بالمرافعات وأطوار جلسات المحاكمات وشخصية المحامي وتصرفاته وعلاقاته وتدخلاته ، تمت الموافقة عليها من المستشارين القانونيين .
لقد كان إجماع قانوني على أن كتابة السيناريو فيها جمالية فنية رائعة . لذلك ؛ وبتوصية من هؤلاء المستشارين ، كان التأكيد على عدم إفراغ نص السيناريو من هذه الجمالية ، بالإضافة إلى الإصرار على عدم تقييده بالصبغة القانونية بنسبة مائة بالمائة.

* ودور الطبيب النفساني الذي لعب يحي افاندي دوره ؟

# الطبيب النفساني المتدرب (فاضل ) ، وإن كنا قصدنا بدوره أكثر من رسالة هامة في إجمالي السيناريو ، فقد جعلناه من الشخوص المحورية التي ترتبط بباقي الشخوص الرئيسية وبجل أحداث السيناريو .

فعلاوة على الرسالة النبيلة التي يقدمها كطبيب في المجتمع ؛ فله في المسلسل أيضا العديد من الغايات. فهو والمحامي ، في القصة ، من حي واحد ( ولاد الدرب) ..لقد أردنا إلغاء النظرة السلبية والدونية التي ترافق دائما أصدقاء الحي حينما يجمعهم(راس الدرب) ؛ إذ ليس هناك ماهو سلبي فقط بين هؤلاء. أضف إلى ذلك أن “فاضل” في المسلسل هو الإنسان الذي ما يزال في حاجة إلى فرض ذاته في المجتمع ؛ لأنه طبيب متدرب أولا ، ولأنه الشخص الذي يتلقى دائما الشحنات السلبية ثانيا ، لكنه يتسطيع أن يحولها إلى طاقات إيجابية لخدمة المحيط والمجتمع قبل خذمة نفسه.

* هل جودة السيناريو وحدها وراء نجاح “قضية العمر ” الذي شد إليه ملايين المشاهدين؟

# لا أخفي عليك، سر النجاح هو التوافق الكبير الحاصل بين كاتبين ثالتهما هو المخرج الذي أنضاف إلى خلية الكتابة . برؤيته الاستباقية الفنية كمخرج لمشاهد المسلسل قبل تصويرها ؛ دلل وجود الخودي بيننا كل الصعاب الممكنة . هذا ، بالإضافة إلى قوة الفكرة الجوهرية وإلى الإعداد القبلي للكتابة التي تمت على مهل، حيث كان الوقت كافيا والإنتاج أتاح لنا متسعا زمنيا للعمل. كما أن السيناريو غني؛ ركزنا فيه على أكثر من موضوع ؛ لذلك جاء المسلل عبارة عن مجموعة قصص قصيرة مصورة مترابطة؛ ما تكاد تنتهي من الواحدة حتى تدخل في الأخرى عبر خيوط فنية ناظمة.
أظن أنه حينما تطرح القيم على طاولة التشريح والمعالجة يكون المآل هو التألق.
بحكم التجربة ؛ رائحة النجاح فاحت بيننا قبل مرحلة الانكباب على الإنتاج والإخراج والتصوير،حيث كنا متفائلين إلى حد الاقتناع بالنجاح المسبق.
لا ننسى أن الإخراج بكل أطقمه لعب دورا كبيرا في هذا التألق كما أن المشخصين كانوا على موعد كبير للإبداع..

* السيناريو لماذا خلية من ثلاثة كتاب للسيناريو؟ هل هي موضة أم خيار أم ضرورة؟

#بكل صراحة يمكن أن أجزمها في الصفة الثالثة أي الضرورة . لأن الكتابة من طرف خلية مربحة لكل الأطراف خصوصا المنتج وكتاب السيناريو.
فشركات الإنتاج تفضل عمل الورشة ربحا للوقت وتقسيما للجهد.
وبالفعل ؛ بما أن كتابة السيناريو أصبحت صناعة فنية لا تتجزأ من المنظومة الصناعية لفن الدراما في مجمله ؛ فإن سيناريو من تأليف خلية من ثلاثة أو أكثر كتاب ؛ مربحة للوقت أولا. ثانيا فثلاث مخيلات أفضل من مخيلة واحدة . باختصار؛ مسلسل بسيناريو من أكتر من كاتب يتم إنجازه في وقت وجيز بالمقارنة وبمقومات فنية أحسن.

* ما تفسيرك للجمع بين “دراما” و”سيت كوم” على قناة واحدة وفي مناسبة واحدة هي رمضان ؟
# كان ذلك تحديا كبيرا بالنسبة إلي . أظن أن أي ممثل يتمنى أن يكون في هذا الوضع المزدوج . لأنه يمثل فرصة مواتية للوقوف على مؤهلاته ومناسبة يخضع فيها إلى التقييم عبر التحكيم الجماهيري.
بالنسبة إلي ؛ كان الوضع تحديا كبيرا مع نفسي للوقوف على أقصى حد يمكنني أن أؤثر في المشاهدين ؛ بالدراما أم بالفكاهة أم بكلاهما ؟ علما أن “تخصصي” هو الكوميديا.
بالقدر الذي أحس أننا نجحنا كفريق عمل ، على درجة من التوافق ، في دراما ” قضيةالعمر ” الذي استطاع شد ملايين المشاهدين إليه ، تعطيني أصداء المتتبعين والمهتمين تقييما موجبا على مدى نجاحي في هذه المهمة عندما يؤكدون لي على أن “صابر” في ” قضيةالعمر ” لا علاقة له مع الشخص الذي يضحكنا حد درف الدموع في سيت كوم “السربة” ..

*أين يحيى الفاندي من السينما؟ لماذا الغياب؟
# فعلا هناك غياب بالمقارنة مع التلفزة ؛ لكن وبما أنه خيار فهو لا يعني أن ليس لذي حضور . يكفي أن أذكر أنني تقمصت دورا هاما في شريط “هم الكلاب ” للمخرج هشام العسري في 2011، وهو شريط تطرق بدوره إلى العدالة من خلال معتقل سياسي. وقبله في 2009 في شريط “حد الدنيا ” لمخرجه حكيم نوري..
صراحة ، جئت إلى السينما في فترة معينة ، رفضت فيها أدوارا تتطلب جرأة غير مبررة ولم تكن لتقدم لي إضافة مهمة في مساري الفني والمهني.
الآن ليست هناك عروض أواقتراحات التي يمكن أن تناقش ، و إذا كانت ؛ فأنا رهن الإشارة .

حاوره محمد عفري

Exit mobile version