Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

يساريون وحداثيون “على سنة الله ورسوله”

إدريس عدار
عبارة اشترك فيها اثنان، أحمد ويحمان وصلاح أبوغالي. الأول قال “أنا يساري على سنة الله ورسوله”، والثاني قال “إننا حداثيون على سنة الله ورسوله”.
مرة في حوار مصور، قال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، “أنا يساري على سنة الله ورسوله”. ليس مفروضا أن يكون اليساري مناهضا للدين، بل يمكن أن يكون متدينا، وفي تجربة لاهوت التحرير بأمريكا اللاتينية خير دليل على ما ذهبنا إليه. حيث تأثر منتسبون للكنيسة بالأفكار الماركسية وخرجوا بهذه التوليفة. تقال عبارة “على سنة الله ورسوله” للدلالة على عدم مخالفة الشرع.
لكن هنا قد تفيد معاني أخرى، أو قد تكون من غير معنى سوى ما يدخل في باب لغو الكلام. في حالة ويحمان، يعتبر هذا الجمع مفهوما لمن تتبع مساره. يساري كان في الاتحاد الاشتراكي ثم عمل في صحيفته كحالة اجتماعية، وبعدها غادر نحو عوالم أخرى. اليوم هو ليس مع اليسار ولكنه مع الجماعة المحسوبة على الوهابية السرورية. ومع هنا قد تفيد احتمالات كثيرة، لكن أنا أحصرها في الوجود الدائم فيما يزعم أنه وهب حياته لها، أي “القضية الفلسطينية”.
ليس هذا القول تبريرا لادعاء معين. لأننا لم نر أن أحدا اتهمه في عقيدته، بينما اتهم هو آخرين في معتقداتهم. لكن التحولات على مستوى الخطاب دالة على أن الرجل انتقل بمستويات كبيرة في التقارب مع الإسلاميين. افتتاح خطبه لا يخرج عما يقولونه ويكررونه. يخرج للشارع مع الإسلاميين ولا يلتقي مع اليساريين إلا فيما يلتقي فيه هؤلاء مع أولئك. وبالتأكيد، وحسب التجربة، أن واحدا مرفوض من أبناء الوهابية السرورية لن يقبل به ويحمان. في هذا السياق يمكن أن نفهم ماذا أراد أن يقول بتلك العبارة.
صلاح أبو غالي، عضو القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، قال في لقاء مع أعضاء الحزب بجهة مراكش “إننا حداثيون وديمقراطيون على سنة الله ورسوله”.
الحداثة تتساقط مثل أوراق الخريف. يتبناها كل الراقصين على نغمات الأفكار غير الأصيلة. أبو غالي كان يرد على عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية ومؤسس الوهابية السرورية بالمغرب، الذي اتهم بعض الجهات بخدمة أجندات أجنبية في قضية التعديلات المفترض إدخالها على مدونة الأسرة.
لبنكيران الحق في القول، لكن لا حق له في اتهام أحد، وليس من الضروري اعتبار الرؤية الفقهية التي يتبناها هي الإسلام، والمخالف لها مخالف للدين، بينما عجز عن ممارسة التأويل من أجل تجديد الفقه الإسلامي، والواضح أن حركته لم تنتج حركة فكرية تجديدية بقدر ما رددت كل ما تم إنتاجه في الشرق.
حزب الأصالة والمعاصرة اختار رد الفعل لأنه ليس له ما يقدمه، بل يجد نفسه متهما بعد تصريحات وهبي.
جملة. ما دفع ويحمان لنطق العبارة هو طمعه في “حشد” الإسلاميين، وما دفع أبو غالي لقولها هو الخوف من “حشد” الإسلاميين.

Exit mobile version