Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

منجم النجاح … العقل اللاواعي!

سناء البوعزاوي
شخصية الفرد منا تتحكم فيها عدة عناصر تكاد تكون لا حصر لها ، و من بينها الركيزة الأساسية ، ألا وهي العقل الباطن ، هذا المفهوم الذي ظهر في القرن الثامن عشر للتعبير عن مكان تخزين العقل للإختبارات و الترسبات النفسية و التي غالبا لا تصل إلى الذاكرة ،و يبقى اللاوعي محتفظابها و الذي يحتوي بدوره على العديد من العمليات المعقدة التي قد تؤثر في سلوك الأفراد على الرغم من أنهم لا يستطيعون تقريرها ، و التي قد تؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية كوجود الذكريات و المشاعر المكبوتة و العقد النفسية التي تكون في مرحلة الطفولة ، لذا ترى بعض الناس يعانون منالسلوكيات الوسواسية أو القهرية ، أو الإضطراب و الضيق النفسي ، و هناك من يحكمه الغضب الجامح الذي يثني الفرد عن التواصل ويؤجج الخلاف و الإنفعال مع الآخرين.
لذا فكل إنسان عاقليعي و يعرف حق المعرفة أن لكل فرد منا عقلان ؛العقل الواعي و اللاواعي (أو الباطن)و أن جميع القرارات التي يقوم بها الإنسان تأتي متأثرة بتوجيهات هاته القوة الكامنة في الذهن الباطني، عليه أن يفهم كيفية استخدامها على المنحى و المنهج المناسب للحصول على مبتغاهو تحقيق كل أهدافه، ثم تكليلها بالنجاح . فقد أصبح في وقتنا الحالي و مع توفر الأدوات التثقيفية و الوسائل التعليمية ، من غير المقبول البتة، تجاهل هاته القوة التي تسيرنا و الإنخراط في خضم الحياة دون إدراكها و التفنن في استيعاب قوانينها الحاكمةو التي تتلخص في ثمانية :
نذكر أولها، قانون التحكم والضبط ؛ و هو أن تأخذ بالأسباب، فمقود حياتنا بيد الله تعالى و بيدنا نحن فقط فهناك من لا يأخذ بالأسباب و ينتظر أن تتحقق له النجاحات و التفوق و التميز إلى غير ذالك من الأحلام ، فما نيل المنى بالتمني.. لكن تأخذ الدنيا غلابا ، على قول الشاعر.
ثانيا ، قانون التوقع ؛حيث يقول هذا القانون أنه من بين الأسباب التي تأخذ بها لنفسك هي توقعك لنفسك أشياء ستسهم في نجاحك و تفوقك ، فاستنادا للعلماء و الحكماء في مجال الطاقة فإن شعورك و أحاسيسك تعمل على إرسال ذبذبات تتحكم في عالمك الخارجي و ترجع لك هاته الطاقة ، و هذا القانون هو أقوى قانون للعقل الباطني ، لذا ننصح في هذا الصدد المترشحين لإمتحانات الباكالوريا ، و بعد ذلك لإمتحانات الولوج للمدارس العليا ، أن يكفوا عن توقع رسوبهم أو فشلهم في الإختبارات لأنهم سيجدون أنفسهمغير قادرينعلى التفكير وأنهمعاجزين عن الإجابة عليها!
و هذا القانون ينقلنا إلى قانون ثالث و هوقانون الجذب : حسب المختصين العقل يعمل كالمغناطيس ، فإذا فكرت في الأشياء الإيجابية تنجذب لك بطريقة مذهلة و نفس الشيء بالنسبة للأشياء السلبية ، فالطاقة البشرية تختص بعدم معرفة الزمان ولا المكان ، ولا حتى المسافات بدليل أنك في بعض الأحيان ،عندما تفكر في شخص بعيد تتفاجأ باتصاله بك أو تلتقي به بعد حين فالذبذبات الكهرومغناطيسية الغير مرئية الموجودة في العقل الباطن هي المسؤولة عن كل ما يدور حولك من أحداث ، فحاول أن تكون دائما إيجابيا !
و ثمت هناك قوانين أخرى كقانون الإعتقاد، و قانونالتراكم ، و قانون العادات ، و كذا قانون الفعل ورد الفعل أو الذي يسمى بالسببية ، كل هاته الأمور و وعيك بها تجعل عالمك الداخلي متحكما في عالمك و محيطك الخارجي . لكن القانون الأكثرشهرة و الأكثر بحثا فيه بين مجموعة العلماء هو قانون التركيز ، و الذي ينص على أن أي شيئ ركزت عليه من مشاعر إيجابية أو سلبية فسيكون حكمك على هاته الأشياء من نفس نوع مشاعرك و أحاسيسك،ر من أخطر آلياتك لتحقيق الأهداف ، فإن حددت له غايةأومرمى تريد أن تصل له ، فإنه سيزودك بالوسائل التي تساعدك على تحقيق هدفك ، و في حال لم تزوده بهدف معين فإنه لن يعمل من أجلك فعقلك اللاواعي دائما ينتظر إشارات من العقل الواعي فلا يمكنه أن يعمل وحده لأنه وبكل بساطة لا يفكر و لا يتصرف بناء على مبادرة منه، فهو يحتاج دائما إلى تعليمات العقل الواعي لأن من بين خصائصه ، عدم القدرة على إقرار الفرق بين الصواب و الخطأ، ولا بين الخير و الشر.
و أخيرا فإن فكرة تحقيق النجاح و التفوق و التميز، تعتمد على تركيزك على هدفك ، حيث يلغي بذلك عقلك كل أفكاركالأخرى “ليركز” فقط على مبتغاك و يلغي لك كل الأفكار السلبية ليتيح لك المجال الواسع و الفسيح لتتألق في مرادك ثم يعمم الموضوع ليجعله مستمرا في الزمان و المكان و يذكرك دائما و يجعلك تستحضر كل ما كنت في الماضي تطمح إليه في المستقبل ! و بذلك تصبح تحت تأثير إيجابي إجباري من عقلك اللاواعي ؛ فهنيئا لكل من استطاع برمجة عقله الباطني بالتركيز و تكرار الرسائل الإيجابية !

Exit mobile version