Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

11 يناير تاريخنا غير المنسي

لا يمكن لأمة أن تعيش دون تاريخ، وجزء من عقدة جيراننا أنه كتب التاريخ تذكر مساهمة المغرب في تاريخ الناس من زمن الناس البعيد، بينما تاريخهم منحسر في الاحتلال بأشكاله، ولهذا ينبغي أن يستمر الاهتمام ب11 يناير كذكرى لتقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب، وتحول الحركة الوطنية من مطالب الإصلاح إلى مطلب جدري يقتضي جلاء القوات الأجنبية عن المغرب.
ليس هذا التاريخ هو الأول في المقاومة، ولكنه محطة أساسية تم فيها التلاحم بين العرش والحركة الوطنية، حيث كانت مباركة السلطان سيدي محمد بن يوسف مهمة للغاية، وبما أن الحراسة على القصر كانت مشددة، دخل أحد الوطنيين حاملا الوثيقة وهو في صندوق سيارة أحد الفرنسيين من المؤيدين للوطنيين المغاربة.
الاهتمام بالتاريخ جزء لا يتجزأ من الاهتمام بالحاضر، كلحظة منفلتة وهو أساس الاهتمام بالمستقبل، فأمة مقطوعة من “شجرة” تجد صعوبة في أن تكون متطلعة إلى المجد الآتي لأنه ليس لديها أصلا نموذجا سوى ما هو موجود أمامها، ولا تشعر بتاتا بثقل الإرث التاريخي كما تشعر به الأمم التي لها تاريخ عريق.
11 يناير دلالة على تضحيات الأجداد من أجل أن نعيش بكرامة وحرية، وضمان مستقبل البلاد، التي نناضل اليوم جميعا من أجل غد أفضل، تجسيدا للروح الوطنية، التي لخصها جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي الذي افتتحه بقوله الششهير “عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”.
الاحتفال بالذكرى لا يعني شيئا إن لم نتمسك بمبدأ الجهاد الأكبر، الذي عرفه المغفور له محمد الخامس، أي أن الجهاد الأصغر هو المقفاومة وطرد المستعمر والجهاد الأكبر هو جهاد بناء أسس الدولة الوطنية ومقوماتها التنموية والاقتصادية والصناعية، لأنه جهاد لا يقف عند حد.
إذا لم نلتزم بطريق الجهاد الأكبر فقد خنا تاريخ الأجداد ولآباء، الذين كانوا يريدون لنا التقدم والرقي وتضحياتهم لم تكن لأجلهم وإنما لأجلنا، فالتهافت على المناصب وعلى سرقة المال العام وتخريب المشاريع هو دوران في كنف المحتل السابق، الذي كان يسعى لأن ينهض جيل يصبح لديه حنين إلى ماضي الاستعمار نتيجة خيانة بعض المسؤولين لمفهوم الجهاد الأكبر.
11 يناير هي ذكرى التوثيق للإرادة المغربية الراغبة في الانعتاق، وأي دوران في كنف من كان أجداده يحتلون أرضنا هو ضد مفهوم اجهاد الأكبر.
الجهاد الأكبر الذي أعلنه جلالة المغفور له محمد الخامس، هو الذي دعا جلالة الملك محمد السادس إلى التركيز على مفهوم السيادة، التي لا مساومة عليها وخصوصا ما يتعلق بأقاليمنا الجنوبية حيث أعلن رفض أي اتفاقية لا تتضمن الصحراء المغربية، وجلالته هو التجسيد الحي والفعّال لمفهوم الجهاد الأكبر.
المغرب يسير في طريق الجهاد الأكبر بخطى حثيثة لكنه يحتاج إلى حكومة في مستوى السرعة الملكية.

Exit mobile version