Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

16 ماي…ذكرى تأسيس الأمن والانتصار على الإرهاب

16 ماي يوم خالد في الذاكرة الحية للمغاربة. ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، كأولى مؤسسات بناء الدولة الحديثة. البذلة الرسمية لرجل الأمن كانت عنوانا لاستقلال الإدارة المغربية واستقلال لإرادته. مغرب يدخل مرحلة جديدة يحكمه أبناؤه ويديرون شؤونهم بأيديهم. الأمن عنوان للسيادة والاستقرار ويمنح الشعور بالأمان لدى المواطنين. مرور سيارة الشرطة من أي مكان يعطي الإحساس بوجود من يضمن أمن المواطن وسلامته الجسدية.
هذه المؤسسة ومنذ تأسيسها أعطت الكثير للوطن، حيث جسدت كل معالم الانتصار للوطن، وكافحت من أجل رسم صورة جديدة للمؤسسات الحديثة بعد خروج المستعمر، وبناء الإدارة المغربية الخالصة، وككل المؤسسات تمر من مراجل الولادة والنمو والتطور والاكتمال، ويمكن اليوم القول إنها على يد المدير العام عبد اللطيف حموشي، قد استوى عودها واكتمل بناؤها، سواء فيما يتعلق بالخبرات التي اكتسبتها أو فيما يتعلق بتطوير أدواته وآليات اشتغاله.
لم يعد الأمن في المغرب كما كان في وقت سابق بل أصبح اليوم يناظر كبرى الأجهزة الأمنية في العالم من حيث الأداء. أمن يهتم بسلامة المواطن البسيط الذي يستيقظ باكرا ليذهب إلى عمله. أمن يحرص على التكوين المتطور وتوفير كل الوثائق التي يحتاجها المواطن. أمن يكافح كل مظاهر الجريمة، التي تنقص أرقامها سنة بعد أخرى. أمن يواجه العصابات العابرة للقارات. أمن يتصدى للشبكات الدولية للمخدرات والاتجار في البشر والهجرة غير المشروعة. أمن يتصدى لمحاولات الكارتيلات الدولية لتهريب المخدرات الصلبة من أمريكا اللاتينية. أمن له سمعة دولية في مكافحة الإرهاب.
كل ما قلناه عليه الدلائل والحجج القوية، فأرقام مكافحة الجريمة متوفرة، ويكفي ذكر مصادرة أطنان من الكوكايين في عرض البحر وفوق البر وهي قادمة من مصادر التصدير، حيث قال الأمن المغربي لهؤلاء إنه لا مكان لكم فوق أرض المغرب. أما محاربة الهجرة السرية فهي عنوان بارز للخبر الأمني اليوم من شمال المغرب إلى جنوبه.
هناك قضية في نجاح العملية الأمنية بالمغرب لابد من التركيز عليها، وتتعلق بتوحيد إدارة المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فتحولت المعلومة التي توفرها هذه الأخيرة إلى نقطة رئيسية في متابعة عناصر الجريمة، وسرعة الأداء من حيث التنسيق الأمني بين مكونات الجهاز الأمني وجاءت النتائج تفوق المتوقع.
وتجسد العمل الجبّار للمديرية العامة التراب الوطني في مكافحة الإرهاب، المعضلة التاريخية التي أرّقت العالم، واستعصت على المعالجة، ورغم ذلك تمكن المغرب، ومنذ العمل الإرهابي الأول بطريقة التوحش، التي أسس لها تنظيم القاعدة، استطاع بناء منظومة مواجهة قوية.
واختار الإرهابيون المجرمون يوم 16 ماي للإعلان عن معركتهم داخل المغرب، لكن هذه الحرب انتصر فيها صاحب الحق، أي المؤسسة الأمنية، التي طورت من أدائها، وتمكنت بفضل تضحيات عناصرها إلى تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، وتعدى الأمر ذلك حتى أصبح المغرب جزءا من الحركة الدولية لمحاربة الإرهاب بل في طليعتها وساعد كثيرا من الدول في هذا الشأن ليس آخرها تمكين الولايات المتحدة الأمريكية من القبض على جندي متطرف قبل أن ينتقل إلى تنفيذ مخطط إرهابي وقد توصل حموشي بتنويه من قبل مسؤولين استخباراتيين أمريكيين بهذا الشأن.

Exit mobile version