في مشهد بات يتكرر مع كل ظهور جماهيري كبير، سقط نادي الوداد الرياضي مجددًا في فخ “العقوبات الدولية”، بعدما قررت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تغريمه مبلغًا قدره 200 ألف دولار، على خلفية استخدام جماهيره للشماريخ والألعاب النارية خلال المباراة الأخيرة أمام نادي العين الإماراتي.
القرار جاء بعد تقرير رسمي رصد توقف المباراة بسبب القذف العشوائي لتلك المقذوفات باتجاه أرضية الملعب، مما اعتُبر تهديدًا واضحًا لسلامة اللاعبين والحضور، وفق ما تنص عليه لوائح الفيفا الصارمة في هذا الباب.
لكن المثير، أن هذه العقوبة تزامنت مع تشديد غير مسبوق في إجراءات التفتيش الأمني لجماهير الوداد قبل الدخول إلى الملعب، وهو ما تسبب في تأخر وصول المئات من المناصرين إلى المدرجات، مما أثار حالة من الغضب في صفوفهم، خاصة أن البعض لم يلتحق إلا بعد مرور أكثر من نصف الشوط الأول.
وبينما يرى كثير من الوداديين أن “الشماريخ” ليست سوى تعبير عن الحماس والولاء للنادي، تراها الفيفا سلوكًا مرفوضًا يهدد النظام العام في الملاعب، ويعرض حياة الجماهير للخطر.
المفارقة المؤلمة في هذا المشهد، أن بعض المنابر الإعلامية العمومية في المغرب لا تزال تصف هذه الممارسات بـ”الاحتفالية”، بل وتُطبل لها وكأنها عنوان للوفاء والانتماء، بينما تصمت المؤسسة الرياضية الرسمية عن تجريمها أو الحد منها، رغم أن المملكة تستعد لفتح ملاعبها الجديدة، وتنظيم كأس إفريقيا 2025، ومونديال 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.
فهل يُعقل أن نستمر في غضّ الطرف عن سلوكات تُعدّ في نظر الفيفا شغبًا رياضيًا، ونحن نطرق أبواب التنظيم العالمي؟
أم أن الوقت قد حان لمراجعة الخطاب الإعلامي، وضبط السلوك الجماهيري قبل أن تتحول الشماريخ من رمز للشغف إلى قنبلة موقوتة في وجه حلم الملاعب المفتوحة؟
