Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

35 بالمائة من المغاربة “يرفضون” التلقيح

وصفت وزارة الصحة الحالة الوبائية بالمغرب بـ”المقلقة”، معبرة عن قلقها البليغ من ارتفاع الحالات الحرجة المرتبطة بوباء “كوفيد-19″، على مدى الأسبوعين الماضيين، والذي نجم عنه ارتفاع في عدد الوفيات، بعدما ذكر أستاذ علم المناعة بجامعة مولاي عبد الله بفاس عن “رفض” 35 بالمائة من المصنفين ضمن لوائح المدعوين لعمليات التلقيح برفض التلقيح وعدم أخذ جرعات اللقاح حسب ما أفاد به للقناة الأولى، فيما حيث قال عبد الكريم مزيان بلفقيه رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة من 3 إلى 16 غشت الجاري، “إن تحسن المؤشرات المرتبطة بنسب توالد الحالات والإيجابية، لا يغني عن ملاحظة ازدياد في الحالات الحرجة التي تسببت، مع الأسف، في الرفع من عدد الوفيات”.

و سجلت الحالات الحرجة ارتفاعا قياسيا إذ بلغت 1946 حالة ” زائد 126 في المائة”، خلال الأسبوعين الأخيرين، مما شكل ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية تمثل في تجاوز ملء الأسرة المخصصة للإنعاش لنسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وارتفع عدد المرضى الموجودين تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي والوفيات، على التوالي، بنسبتي 42 و36 في المائة، بسبب تفشي الفيروس في كافة مناطق المملكة.

و أوضحت وزارة الصحة، أن مجموع الحالات بلغ 763 ألفا و353 منذ 2 مارس 2020، مقابل تعافي 673 ألف و116، أي بنسبة شفاء 88.2 في المائة، وبخصوص معدل الإصابة التراكمي، فبلغ 2092 لكل مائة ألف نسمة، فيما ناهز عدد الوفيات 11 ألف و119 حالة بمعدل فتك حدد في 1.5 في المائة مقابل 2.1 في المائة على الصعيد العالمي.

وانتقل مؤشر توالد فيروس “كوفيد-19” من 1.47 قبل 15 يوما إلى 0.96 حتى حدود أمس الاثنين، وهذا التوالد موزع بشكل متفاوت على مختلف جهات المملكة، كما أن الحالات الإيجابية ظلت مستقرة تقريبا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية بتراوحها بين 22 و23 في المائة. وقد سجلت أعلى نسبة بجهة كلميم-واد نون (40 في المائة)، فيما سجلت بجهة فاس-مكناس أ قل نسبة ب8.5 في المائة.

و تواصل التوجه التصاعدي للحالات الإيجابية طيلة الأسبوعين الماضيين. إذ انتقلت الحالات الإيجابية من 50 ألف و445 حالة أسبوعية منذ مطلع شهر غشت الجاري إلى 63 ألف و174 حالة إيجابية خلال الأسبوع الأخير (زائد 20 في المائة، وتم إحصاء أزيد من 80 ألف حالة نشطة حتى يوم 16 غشت مقابل 54 ألف و586 وفق آخر حصيلة، في وقت بلغ عدد اختبارات كشف الفيروس معدلا يوميا يقارب 40 ألف اختبار.

و قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الصحية الوبائية يكمن في التلقيح، وأكد حمضي ،في مقال له ، على أنه “في غياب علاجات فعالة لكوفيد-19، فإن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الصحية الوبائية يمر عبر التلقيح “، وتابع قائلا “كنا نأمل في وضع حد لهذا الوباء من خلال المناعة الجماعية، لكن ظهور متحورات جديدة أكثر قابلية للعدوى فرض واقعا آخر “، موضحا أن المناعة الجماعية تتوافق مع مستوى الحصانة المناعية لساكنة ضد عامل معد، يسمح بوقف وباء عن طريق منع انتقال العامل المعدي إلى أشخاص جدد، سواء كانوا محصنين أم لا.

وسجل حمضي، أن المناعة الجماعية، عند بلوغها، تمثل نوعا من الحاجز المناعي الذي يمنع الفيروس من الانتشار وإيجاد بيئة مضيفة تساعده على التكاثر. وبفضل هذا الحاجز، يضيف الباحث، تصبح الساكنة، بأفرادها المحصنين وغير المحصنين لأسباب مختلفة، محمية بشكل كامل، وأشار إلى أن معدل هذه التغطية يختلف باختلاف معدل انتقال الفيروس، موضحا أنه بالنسبة لمتحور دلتا الذي يقارب معدل تكاثره 8 بدلا من 3 للسلالة الكلاسيكية، يتوقع أن يبلغ معدل التغطية اللازم لتحقيق المناعة الجماعية أكثر من 85 بالمائة من السكان، أي كامل الساكنة تقريبا.

وأردف أن متحور دلتا يقلل من فاعلية اللقاحات ويصيب قسما من السكان الذين سبق أن أصيبوا بالعدوى أو تلقوا اللقاح، حيث إنه يمكن لبعض الملقحين أن يلتقطوا العدوى وينقلوها إلى غيرهم، ولكن بمعدل يقل بثلاث مرات عن غير الملقحين. ولحسن الحظ، يحظى الملقحون بشكل كامل بحظوظ قوية في عدم الإصابة بأعراض حادة لكوفيد وقلما يموتون بسببه.

و رأى الباحث أن متحور دلتا سيواصل إصابة الأشخاص غير المحصنين، متوقعا ظهور متحورات جديدة أكثر خطرا من دلتا، طالما أن الفيروس يتكاثر دون عوائق في مناطق عديدة عبر العالم بسبب غياب العدالة في توزيع اللقاحات.

واعتبر أن الحاجز المناعي المأمول الذي ستشكله المناعة الجماعية سيبقى رهينا بالتلقيح الجماعي، فمن أجل تحقيق الحماية الشخصية، لن يكون من الممكن الاعتماد على تلقيح الآخرين “المناعة الجماعية”، بل على التلقيح الشخصي ” تلقيح جماعي وحماية شخصية”.

واعتبر الباحث، أن المزاوجة بين التلقيح الواسع النطاق واحترام التدابير الوقائية سيمكن من العودة إلى حياة شبه طبيعية تتسم بمزيد من الحريات والأنشطة والأمن. وفي انتظار انتهاء الجائحة على المستوى العالمي، فإن الضمانة الوحيدة للعودة إلى الحياة الطبيعية هي مواجهة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات الصحية بحكمة أكبر.

وأكد حمضي أنه وفي المغرب، وبفضل المقاربة الاستباقية المعتمدة بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يمكن للمملكة سلك هذا المسار الذي للأسف غير متاح إلا لبعض البلدان التي نجحت في تلقيح قسم كبير من سكانها ، وتواصل ذلك ، وخلص إلى أنه لعام أو عامين مقبلين، ستعتمد العودة إلى الحياة شبه الطبيعية واستئناف النمو الاقتصادي إلى حد كبير على هذا النهج ، محذرا من أن الشرخ سيتعمق أكثر فأكثر في العالم بين أولئك الذين تمكنوا من التطعيم والذين تخلفوا عن الركب.

Exit mobile version