Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

8 مارس.. رؤية أخرى

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2022-03-09 18:09:31Z | | ÿÿÿÿÿÿÿÿÿÿÿÿÿ™ ˜ÿ

خلّد العالم اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس، والمغرب كباقي دول العالم، التي تعرف دينامية متقدمة في خدمة قضية المرأة احتفل أيضا بهذا اليوم كل بطريقته وكل على شاكلته، منهم المبدئيون ومنهم مستغلو الفرص قصد تحقيق مآرب أخرى.
لهذا نريد أن ننظر للثامن من مارس برؤية مختلفة. رؤية أخرى لازمة عند التطرق لقضية المرأة.
يطبع الاحتفال بالثامن من مارس كثير من البهرجة والتقليد، في وقت يحتاج تناول موضوع المرأة إلى كثير من الإبداع والاجتهاد، فالحقوق التي ترفعها بعض الجمعيات النسائية في المغرب مثلا، هي حقوق نساء ومطالب نساء في بلاد مترفة، وزاد الخير لديها عن حده وأصبحت تمنحه مساعدات للتحكم في باقي البلدان.
في بلدان تعاني من الندرة ومن “قلة الشي” والأفق المسدود والاقتصاد الهش، وفي حالتنا في ظل حكومة “تجمع المصالح الكبرى”، لا يمكن الحديث عن حقوق الجندر بقدر ما ينبغي الحديث عن الحقوق الشاملة.
نتحدث عن حقوق خاصة بينما معضلة المعضلات في المغرب اليوم هي غياب رؤية استراتيجية واضحة لدى الحكومة، التي تسير بسرعة معرقلة للسرعة العامة التي تسير بها البلاد.
لا يعني هذا بتاتا عدم الحديث عن الثامن من مارس، وعن الحقوق الخاصة للمرأة، فمن طبيعة الأمر أن تكون للمرأة حقوق خاصة، فبعض الممارسات والسلوكات في كثير من الأحيان تتم تحت عنوان “النوع”، لكن الحقوق هي مشتركة والمطالب أيضا.
كي تنجح النساء في تحقيق مطالبهن لا ينبغي اعتبار الثامن من مارس زمن معركة بين الرجل والمرأة، ولكن معركة ضد كل شيء يعرقل الحياة الكريمة للمرأة والرجل. فالعملية ليست معركة وجود، ولكن معركة من أجل الوجود المشترك، من أجل بناء الأسرة.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر كما يقال فإن مفهوم الأسرة يختلف من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، ومن مستوى إلى مستوى، وبالتالي لا يمكن بتاتا الحديث عن نموذج عالمي لما ينبغي أن تكون عليه المرأة، لأننا لا يمكن أن نتحدث عن نموذج عالمي لما ينبغي أن يكون عليه الرجل، ولا يمكن أن نتحدث عن نموذج عالمي لما ينبغي أن تكون عليه الأسرة.
الاختلاف في المفهمة هو الذي يطرح الرؤية المختلفة للثامن من مارس ولحقوق المرأة ولطبيعة نضالها، وأي حديث خارج الاختلاف الثقافي هو مجرد تقليد يخدم ثقافة تدعي أنها حررت المرأة بينما جعلت منها سلعة تجارية، بعد تحريرها من العلاقة مع الرجل.
النضال النسائي لا ينبغي أن يهتم بالصراع والمعركة قصد تحرير المرأة من الرجل، ولكن البحث عن التحرير الشامل تكون فيه المرأة كما يكون فيه الرجل قادرين بإرادتهما على صناعة علاقة يحظى فيها كل طرف بالكرامة.

Exit mobile version