Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

80 بالمائة من المغاربة يثقون في الشرطة والجيش

كشفت دراسة ميدانية، أن نسب كبيرة من المغاربة يثقون في المؤسسات السيادية غير المنتخبة، حيث تتمتع المؤسسات السيادية بمعدلات ثقة أعلى بكثير من المؤسسات المنتخبة كالبرلمان ومجلس المستشارين والحكومة، إذ تتمتع الشرطة والجيش بأعلى معدلات الثقة في أعين المغاربة، بعدما سجلت الدراسة، أن 78 بالمائة من المغاربة يثقون في مؤسسات الشرطة، و83.3 بالمائة من المغاربة يثقون بالقوات المسلحة، فيما تنخفض مستويات الثقة نسبيا بالنسبة للقضاء حيث تصل النسبة إلى حوالي 41 بالمائة.
وأشارت دراسة المعهد المغربي لتحليل السياسات، الى أن المغاربة لديهم إحساس عدم ثقة مرتفع في المؤسسات المنتخبة ، و في حالة الأحزاب السياسية، عبر حوالي 69 بالمائة من المغاربة أنهم لا يثقون في جميع الأحزاب السياسية، 25 بالمائة فقط تثق بالنقابات العمالية، وتصل الثقة بالحكومة حوالي 23 بالمائة.
وبينت الدراسة، أن الإحساس بعدم الثقة في المؤسسات المنتخبة مرتفع جدا، إذ صرح 68.7 في المئة من المستجوبين بأنهم لا يثقون في الحكومة، فيما لم تتعد نسبة الذين عبروا عن ثقتهم فيها 23.4 في المئة، في حين الأحزاب السياسية سجلت نسبة الذين صرحوا بعدم ثقتهم فيها 86.8 في المئة، كما بلغت نسبة الذين لا يثقون في مؤسسة البرلمان 57.5 في المئة.
و سلطت دراسة مؤشر الثقة الضوء على ضعف ثقة المغاربة في برلمانهم، حيث أظهر 32.7% فقط من المستطلعين ثقتهم في البرلمان، بينما لا يثق باقي المغاربة في هذه المؤسسة، جانب آخر مهم اكتشفته الدراسة هو أن أكثر من نصف المغاربة لا يعرفون دور البرلمان، وحتى عندما يعلمون، فهم ليسوا متأكدين على وجه الدقة من جميع صلاحياته وأدواره. على سبيل المثال، عندما طُلب منهم تسمية رئيسا المجلسين (البرلمان والمستشارين)، استطاع فقط حوالي 10 بالمائة من المبحوثين الإجابة. بالإضافة إلى ذلك، عندما طُلب منهم تسمية عضو واحد برلماني استطاع حوالي الربع فقط الإجابة على هذا السؤال. هذا يسلط الضوء على النقص الكبير في المعرفة ومتابعة المواطنين لمؤسستهم السياسية، والمفاهيم الخاطئة لديهم حول دورها وصلاحياتها.
كشفت الدراسة حول الثقة الاجتماعية، أن معظم المغاربة يثقون أولاً وقبل كل شيء بأسرهم المباشرة، كما في آبائهم وأخواتهم. لا تزال الأسرة النووية أو الصغيرة هي المؤسسة الاجتماعية التي تحظى بأعلى نسبة ثقة لدى المغاربة، بحوالي 95.2 بالمائة من المغاربة الذين عبروا أنهم يثقون في الأسرة إما بشكلٍ كبير أو متوسط، عند توسيع النطاق ليشمل العائلة الممتدة، تنخفض الثقة نسبيًا إلى 77.2 بالمائة، وهذا يعني أن الثقة العالية في الأسرة الممتدة ليست بنفس قوة ثقة الأسرة النووية.
وأفادت الدراسة، أن لا يثق المغاربة تجاه بعضهم البعض، حيث يعتقد 45 بالمائة من المبحوثين أن الناس لا يثقون في بعضهم البعض، كما عبر 42.9 في المائة من المبحوثين أنهم لا يثقون في باقي المغاربة. علاوة على ذلك، لا يثق المغاربة بمستويات عالية في الغرباء، بمن فيهم الجيران. على هذا النحو، من الأعلى إلى الأدنى، يثق نصف العينة بالجيران، لكن المغاربة لا يثقون كثيرا في الأشخاص الذين يتم الالتقاء بهم للمرة الأولى حيث لم تتجاوز النسبة حوالي 19.4 بالمائة. في نفس السياق، لا ينظر المبحوثون إلى الأشخاص من ديانات أو جنسيات أخرى على أنهم جديرون بالثقة، حيث تصل النسبة إلى حوالي 25 بالمائة من المغاربة الذين عبروا عن ثقتهم في هذه الفئات.
وأوضحت الدراسة، أن المشاركين في البحث اشارت إلى أنهم غير راضين عن الاتجاه العام للبلاد، حيث أعرب 69 بالمائة من المبحوثين عن قلقهم إزاء الاتجاه العام للبلاد، موضحين أن ” هذا يكشف عن درجة عالية من الشك والقلق لدى المغاربة فيما يتعلق بالمستقبل، أعربت نصف العينة من المغاربة أنها غير راضية عن الوضع الاقتصادي، كما يرى حوالي 74 في المائة من المغاربة أن جهود الحكومة في محاربة الفساد ليست فعالة، وفي نفس الوقت تعتبر منظمات المجتمع المدني أكثر المؤسسات الموثوق بها في المغرب.

وذكرت الدراسة، أن ي القطاع الخاص يتمتع عمومًا بمستويات أعلى من الثقة في كلتا الحالتين، حيث تبلغ الثقة في التعليم العام حوالي 48 بالمائة، في حين يثق 83.2 بالمائة بالمدارس الخاصة. يمكن تسجيل نفس الملاحظة المتعلقة بالتفاوت في القطاع الصحي، ولو أن الثقة في هذه القطاع بشكل عام ليست عالية، حيث يثق 24 بالمائة فقط من المستطلعين بقطاع الصحة العمومي، في حين يثق 73 بالمائة بالقطاع الخاص.

Exit mobile version