مباراة المنتخب المغربي الرديف ضد نظيره الجزائري ببطولة كأس العرب- فيفا التي تدور بقطر، تستأثر ببالغ الاهتمام، ليس من جمهور منتخبي البلدين فقط، وإنما باهتمام، يتعدى المنظمين لهاته الكأس والجهات المشرفة عليها، يالرعاية و الاختضان، وفي مقدمتهم “فيفا”، إلى جماهير باقي الدول العربية المشاركة في “كأس العرب، فيفا” وغيرها. المباراة تعتبر ملح بطولة كاس العرب، التي تهرب منها المنتخب الجزائري لكنه استسلم لها.
لا يختلف اثنان في أن المباراة بين المنتخبين، المغربي والجزائري، ذات حساسية، تفرضها الوضعية السياسية بين البلدين، بسبب قضية الصحراء المغربية، التي اعتاد حكام الجزائر أن يجعلوا منها مطية لتذويب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الداخلية للبلاد، وبتجييش الشعب الجزائري، ومن خلاله، الجمهور الرياضي، كلما تعلق الأمر بمباراة رياضية بين منتخبي البلدين في كل الرياضات، وفي مقدمتها، منتخبا كرة القدم التي تستأثر اهتمام أعدادا كبيرة من الجماهير والرأي العام في البلدين.
على الرغم من أن المباراة بين منتخبي البلدين، التي ستدور يوم السبت بملعب القمامة بالدوحة، تبقى رياضية بهاجس ثالوث الربح والخسارة والتعادل في إطار الروح الرياضية، إلا أنها غالبا ما تطغى عليها حمولة تشنج الأعصاب وتوترها، بحكم الضغط الذي يعيشه لاعبو المنتخبين بمحاولة تفادي الخسارة والطموح إلى الانتصار، وهو ضغط يزيد من حدته الاهتمام الإعلامي الذي يتعدى عند الجزائريين بالخصوص، حدود الرياضة إلى ما يشبه حربا إعلامية تزيد من ذروة المباراة.
مباراة ربع نهائي كأس العرب – فيفا، التي حكمت على منتخبي البلدين بالمواجهة بينهما، تأتي في وقت يوجد فيه النظام الجزائري في مازق سياسي كبير من الضربات التي تلقاها من المنتظم الدولي ، ليس لشأن قضية الصحراء المغربية وإنما بالخحالة المزرية التي تعيشها لجزائرمن انعدام الدمقراطية و حقوق الإنسان ومن الانفلات الامني بسبب السلم الاجتماهي المنفلت كما أنها مباراة تهرّب منها منتخب الجزائر وإعلامها منذ بداية منافسات كأس العرب- فيفا بقطر، مُبديين تخوفهما من المنتحب الوطني الرديف بقيادة الحسين عموتة بعدما تعرفوا على مستواه التقني المرتفع بمتابعة إعلامية قبل بداية المنافسات وازداد تخوفهما منه أكثر، بعد نجاحه في الخروج من دور المجموعات لبطولة الكأس ذاتها بثلاثة انتصارات، وبأحسن هجوم ، بل بأحسن دفاع في مباريات المنافسة بكاملها. وعلى الرغم من الحسابات التي ضربها المنتخب الجزائري في تفادي ملاقاة المنتخب المغربي إلا أن مباراته ضد نظيره المصري في ثالث مباريات المجموعة التي ضمّتهما ونتيجتها حكمت عليه بواقع يؤرقه.
على الرغم من ذلك، ظل المنتخب المغربي عبر التاريخ وإلى اليوم يتعامل على مواجهة المنتخبين بروح الرياضة والإخاء في الملعب وعلى أساس نتيجة الفوز والتعادل و الهزيمة أسا س كل مباراة رياضية . لذلك استأنفت عناصر المنتخب الوطني المغربي الرديف لكرة القدم، اليوم الأربعاء، استعداداتها لمباراة الجزائر، المقررة السبت المقبل، لحساب ربع نهائي كأس العرب “قطر 2021” بشكل عاد.
وعرفت الحصة التدريبية، التي جرت بملعب الإرسال بالدوحة، خوض اللاعبين الذين لعبوا مباراة أمس أمام السعودية لتداريب خفيفة، بمن فيهم محمد الناهيري الذي كان قد أصيب إصابة خفيفة ؛ في حين خاض باقي العناصر حصة عادية، شارك فيها جميع اللاعبين باستثناء أيوب العملود المصاب.
وفي تصريحات لبدر بانون ومحمد الشيبي خلال الحصة التدريبية، أكد اللاعبان طموح المغرب إلى مواصلة المشوار في كأس العرب، معتبرين مباراة الجزائر لقاء في كرة القدم ليس إلا.