بعد المستوى المتميز الذي قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم خلال مشاركة الأسود المغربية في بطولة كأس العرب المنظمة في دولة قطر، هذا المحفل العربي الذي وحّد الشعوب العربية على المستوى الرياضي، لتنهار الحدود و تحل محلها لغة القلوب صامدة أمام رياح التفرقة و التشردم العربي الذي عمر طويلاً.
فعلا ونحن نشاهد هذه البطولة العربية.. يتبادر الى عشاق الشعر الدرويشي ابيات ستظل خالدة في الأذهان ” كل قلوب الناس جنسيتي .. فلتسقطوا عني جواز السفر”، حقاً قد وحدت المستديرة الشعوب العربية تحت راية المنافسة الشريفة و اسقطت ترسبات ازمنة العداء العربي العربي.
كم اشتقنا نحن المغاربة إلى صوت أسود الأطلس وهي تزأر في المحافل الدولية، لترفع بصوتها راية الوطن وتدخل الفرحة الى قلوب الملايين من المغاربة.. و الاكيد ان الناخب الوطني الحسين عموتة قد أعاد الثقة و الإعتبار للأطر الوطنية، و كسر عقدة الاجنبي “زينوفيليا”، التي تعتبر ان الأخر متفوق على حساب قدرات إبن الوطن ( عقدة الرجل الغربي الخارق).
مسألة أخرى وجب الوقوف عليها والتأمل فيها جيداً، تنتظر المنتخب الوطني المغربي مقابلة قوية أمام نظيره الجزائري في الربع النهائي من هذه البطولة العربية، مقابلة ليست بالسهلة لكن مهما كانت النتيجة.. وجب أن يبقى الحب و الإحترام سيد الموقف، فلايجب ان تخرج هذه المباراة عن سياقها الرياضي، ليتم جرها الى سياق تصفية حسابات سياسوية ضيقة رديئة الإخراج من طرف جنرالات ماقبل سقوط جدار برلين، مباراة تجمع مابين شعبين لهم تاريخ وذاكرة جماعية مشتركة وتاريخ نضالي مشترك من أجل التحرر و الإنعتاق من ايدي الإستعمار الغاشم، فما يجمع الشعب المغربي و الجزائري اكثر مما يفرقهم.
لذا تبقى مباراة اليوم السبت عبارة عن جسر من جسور المحبة و ترسيخ قيم الأخوة بين شعبين فرقتهم غطرسة نظام عسكري لا يمكنه إستيعاب الأمور الحياتية الأخرى، والأكيد أنه يرى في مقابلة المنتخب المغربي معركة من المعارك العسكرية، وسيحاول جر المغرب الى مستنقع قذر من الممارسات أساسها الضرب تحت الحزام.. و تسخير ماكيناته الإعلامية لنشر الإشاعة والكذب والبهتان قبل بداية هذه المقابلة.. هكذا هي فلسفة الأنظمة الشمولية التي لا تفرق بين السياسة و مباراة كرة القدم، تنتهي مع صافرة حكم المقابلة.
وما يعزز هذا الكلام هو انسحاب المنتخب الجزائري لكرة اليد، من بطولة كأس أمم إفريقيا المقرر إقامتها في مدينة العيون المغربية مطلع العام المقبل. إذ يتضح بشكل صريح مدى الحقد الدفين لنظامٍ هجينٔ على بلادٍ قدمت لهم سوى الخير والدعم الدائم والمستمر.. نظام لا يفرق مابين الأمور السياسية ومقابلة في كرة القدم أكيد أنه خارج عجلة التاريخ.
فحظ سعيد وناجح للمنتخب الوطني المغربي، و لما لا تحقيق هذا اللقب الذي يعتبر رهان اساسي في مسار رياضي وطني وعربي هام.
مخلص حجيب