بمواجهته للمنتخب الغاني اليوم في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة على ارضية ملعب احيجو، يسعى المنتخب الوطني لكرة القدم لوضع أولى اللمسات لحدّ انتظار دام ستة وأربعين عاما للظفر باللقب الثاني في كأس الأمم الأفريقية عندما يخوض غمار النسخة الثالثة والثلاثين في الكاميرون، بقيادة مدربه وحيد خليوزيتش وغياب نجم خط وسطه ولاعب تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش لأسباب انضباطية.
وكان المنتخب المغربي أول الوافدين إلى الكاميرون بهدف الاستئناسبالأجواء،وواصل تحضيراته بالملعب الملحق لملعب أحمد أحيدجو بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، والذي سيحتضن المباريات الثلاث للأسود داخل مجموعته في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
ويعوّل أسود الأطلس خلال النهائيات التي افتتحت أمس الأحد بمباراة منتخبي الكاميرون و بوركينافاسو إلى السادس من فبراير المقبل، على لاعبين جلهم محترفون في أندية أوروبية في مقدمتهم نجم باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي، ومهاجما نادي إشبيلية الإسباني يوسف النصيري وحارسه بونو بالإضافة على قلب دفاع الفريق الانجليزي، رومان سايس، ومحترفون ىخلاون بدول الخليج.
لكن أبرز الغائبين لأسباب انضباطية، هما حكيم زياش وزميله السابق في أياكس أمستردام نصير المزراوي الذي يرغب برشلونة الإسباني في ضمه إلى صفوفه، بعد تألقه اللافت مع فريقه الهولندي هذا الموسم،.
وأصرّ المدرب البوسني – الفرنسي وحيد خليلوزيتش على الاستمرار في استبعاد نجم تشيلسي بعدما شهدت علاقتهما توترا أدّى إلى إقصائه من لائحة المنتخب في المباريات الأخيرة في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022.
ووفرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كل الظروف و الإمكانيات للمنتخب المغربي للذهاب إلى ابعد حد في هذه البطولة، وأملها كما امل كل المغاربة أن يكون أبعد حد هو بلوغ دور نهائي الكاس الغالية والظفر بها للمرة الثانية بعدما توقفلا الإنجاز عند لقب واحد، على الرغم من الإمكانيات المسخرة و الموارد البشرية و المواهب والنجوم التي يزخر بها المغرب داخل بطولته الوطنية وخارجها في البطولات الاحترافية، ورغم السياسات و البرامج المتخدة من اجل حصد الألقاب وصعود منصات التتويج.
ويلعب المغرب في مجموعة تضم كلا من غانا والغابون وجزر القمر. ورغم أن المغرب من الدول التي تحضى بأقوى البطولات في القارة السمراء وبانتشار نجومه في جميع أنحاء أوروبا عبر الاحتراف في أشهر الأندية، إلا أن المنتخب الوطني لا يحقق الآمال المعقودة عليه في النهائيات القارية رغم الترسانة المهمة من النجوم التي تزخر به صفوفه، ويبقى أفضل إنجاز له التتويج باللقب عام 1976 وحلوله وصيفا عام 2004.
وتعتبر مباراة اليوم أمام المنتخب الغاني مفتاح تألق المنتخب المغربي في هذه البطولة، إذ أن نتيجة إيجابية فيهاـ تفتح له الباب على مصراعيه للتاهل إلى الدور الثاني خصوصا أن الخصمين المواليين أقل مستوى من المنتخب الغاني، خصوصا ان التشكيلة المغربية التي جاءت منقوصة من حكيم زياش لا يمكنها أن تكون عنصر تأثير سلبي على باقي اللاعبين الذين وضعت فيهم كامل الثقة لبلوغ الحد الأقصى من هذه البطولة.
قاد خليلوزيتش المغرب إلى الدور النهائي من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، لكنه قد يغيب عن الملحق الفاصل في مارس إذا فشل في بلوغ نصف نهائي كأس الأمم على الأقل.
واستلم خليلوزيتش الإدارة الفنية لأسود الأطلس خلفا للفرنسي هيرفيه رينارد صيف عام 2019 بعد الخروج المخيب من الدور ثمن النهائي للنسخة الثانية والثلاثين للبطولة الأفريقية في مصر بخسارة مدوية أمام بنين 1 – 4 بركلات الترجيح بعد التعادل 1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، في مباراة أضاع خلالها زياش ركلة جزاء في الدقيقة 90+4، وفشل أسود الأطلس في استغلال النقص العددي للمنتخب المنافس في معظم الشوطين الإضافيين.
خصم المنتخب المغربي، منتخب غانا هو الآخر لم يرفع كأس الأمم لفترة طويلة وتحديدا منذ تتويجه باللقب الرابع في تاريخها في ليبيا قبل 40 عاما. ولعب الشاب عبيدي بيليه أيوو وقتها دور البطل في تلك النسخة، وتضم اللائحة الأولية لمنتخب “النجوم السوداء” حاليا نجلاه أندريه (السد القطري) وجوردان (كريستال بالاس الإنجليزي). ويقود تشكيلة المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش لاعب وسط أرسنال الإنجليزي المتألق توماس بارتي ومدافع ليستر سيتي الإنجليزي دانيال أمارتي.
ويتميز المنتخب الغاني باللعب القوي والحماسي أكثر من الفرجة واللعب الجميل ومن المرجح أن يحتل المركز الثاني خلف المغرب في أسوأ الأحوال، ويمكن أن يثبت بأنه منافس قوي على اللقب في الأدوار الإقصائية.