أمر طبيعي أن تجد كل المغاربة من جمهور كرة القدم مع المنتخب التونسي، كلما تعلق الأمر باستحقاق في كرة القدم، ضمن الإقصائيات أوفي المنافسات الرسمية كما هو الشأن بكاس العالم أو بالبنسبة لبطولة كاس إفريقيا التي تدورالدورة الثالثة والثلاثين منها، حاليا في الكاميرون، إلى غاية السادس من فبراير المقبل.
المغاربة ذوّاقون عاشقون لكرة القدم، شغفهم الكبير لهذه اللعبة، علمهم أن يكونوا دوما مع الفريق أو المنتخب الذي يبدع ويتألق فيها، كيفما كانت جنسيته من القارات الخمس. أما إذا كان من أبناء الجلدة العربية، فحدث و لا حرج من التشجيع و المساندة و الدعم اللا مشروط.
التاريخ يشهد أن المغاربة كانوا دوما و ما يزالوا مع كل الرياضيين العرب ومع كل الفرق والمنتخبات العربية لكرة القدم.
بما أنهم يحبون الجميل، أحبوا الإعلامي،عصام الشوالي الذي اشتهر بالتعليق بشكل جميل و ساحر على مباريات كرة القدم العالمية في قنوات”بي إين سبورتس القطرية”.
للأمانة التاريخية، فإنهم ساندوا دوما المنتخب التونسي والرياضة التونسية وجعلوها نموذجا لهم في التألق وفي حسن التدبير المؤدي إلى التتويج والحصائل، لكن مع ظهور ظاهرة المعلق عصام الشوالي منذ بداياته الاولى في الـ” آرتي” مرورا بقناة الـ “جزيرة” إلى “بي إين سبورتس” الرياضية القطرية، أصبحت كرة القدم التونسية في شخص منتخباتها وفرقها ومنتخبها الاول بالاساس، و الإعلامي عصام الشوالي “متلازمة” لابد منها لدى الجمهور المغربي.
لاشك أن ارتفاع “منسوب” التعلق للجمهور المغربي في السنوات الاخيرة بالمنتخب التونسي لكرة القدم، كان السبب الأول والمباشر فيه، المعلق الشوالي، المُبدع الموضوعي، المهني والمحايد.. على الرغم من أن تونس الدولة، عاشت على إيقاع الزلة السياسية والديبلوماسية في حق المغرب في الآونة الأخيرة، ظل الشوالي في تعليقاته نعم المحايد و نعم الموضوعي الذي لا يخلط السياسة بالرياضة، بل يعطي لكل ذي حق حقه، عكس “زميله” في القناة القطرية، الجزائري حفيظ الدراجي الذي ينساق في تعليقه الرياضي لكرة القدم إلى عواطفه الممزوجة بمواطنته المزيفة، اللاهتة وراء المصالح المادية والعينية المتنوعة التي يغدق بها عليه جنرالات الغاز و البترول في بلاده.
النتيجة بخلاصة، لما خلط الدراجي الكرة بسياسة الجنرارالات ولى الجمهور المغربي ظهره إلى المنتخب الجزائري، وبسبب هذا المعلق، تحول من مساند إلى النقيض. بالمقابل لما ظل الشوالي وفيا لموضوعيته ومهنيته و حياده،ازداد حب المغاربة للمنتخب التونسي و ازداد تعلقهم بالإثنين، بالمعلق ومنتخب بلده ، والنموذج من التشجيع والدعم والمساندة التي أغدقوا بها على هذا المنتخب في مباراته أمس الأحد ضد المنتخب النيجيري برسم ثمن نهائي كاس إفريقياالحالية، وكانت فيها الغلبة لتونس..