وضعت المعركة الضارية بين مشجعي فريقي كيريتارو وأطلس المكسيكيين، التي خلفت 26 مصاباً، وانتشرت صورها حول العالم السبت الماضي، الإصبع على المنطقة المؤلمة في جرح أصبح ثابتاً في ملاعب كرة القدم بأمريكا اللاتينية.
وبدلاً من ترديد الأغاني والاحتفاء بالأهداف والاحتفال بالنتائج، شوهد المهرجان الكروي ملخطاً بالدماء جراء أعمال العنف، التي لا يبدو أنها ستتوقف داخل ملاعب القارة أو خارجها.
وفي ضوء العنف الذي انتشرت صوره السبت الماضي على نطاق واسع، أصيب عالم الرياضة بالذعر جراء اقتحام المستطيل الأخضر من قبل مشجعي كيريتارو وأطلس، خلال الجولة التاسعة من مرحلة إياب الدوري (كلاوسورا 2022).
وانتهى الشجار بين مشجعي الفريقين، والذي بدأ في المدرجات، على أرض الملعب ودفع اللاعبين للجوء إلى غرف تغيير الملابس، وقام الحكم بإنهاء المباراة.
وأشار حاكم ولاية كيريتارو الواقعة بوسط المكسيك، موريسيو كوري، إلى نقل 26 شخصا (24 رجلاً وامرأتان) إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر الإصابة في العراك.
وتابع “إنها مأساة لأنه على الرغم من عدم وقوع وفيات، لا يمكننا القول إنها ليست مأساة ولا يمكننا السماح لها بأن تسييس”.
– البرازيل أيضاً تعاني
وعندما ساد الاعتقاد أنه بعد ما وقع في المكسيك، ستقضي بقية الدول في أمريكا اللاتينية جولة هادئة من منافسات كرة القدم، نشب شجار في البرازيل بين مشجعي أتليتكو مينيرو وكروزيرو الأحد، مما خلف قتيلاً واحداً على الأقل ومصاباً بعيار ناري.
وجاءت أعمال الشغب هذه قبل مباراة الديربي التي لعبها الناديان الرئيسيان في مدينة بيلو هوريزونتي التابعة لولاية ميناس جيرايس جنوب شرقي البرازيل.
ووفقا للشرطة العسكرية في ميناس جيرايس، خاض حوالي 50 مشجعاً من كلا الناديين بمشاجرة منظمة ومتعمدة عبر الشبكات الاجتماعية.
وهذه ليست حلقة العنف الوحيدة التي سُجلت في كرة القدم البرازيلية مؤخراً.
في 24 فبراير (شباط)، أصيب لاعبان من باهيا بعد إلقاء عبوة مفرقعة على حافلة الفريق في طريقها إلى ملعب أرينا فونتي نوفا في ولاية سلفادور.
بعد أسبوع فقط، قامت مجموعة من مشجعي بارانا بغزو ملعب فيلا كابانيما في كوريتيبا، بعد خمس دقائق من نهاية المباراة ضد فريق أونياو فرانسيسكو بيلتراو، التي كانوا خسروها 1-3 بقصد مهاجمة لاعبي فريقهم، الذين تعاطوا بسرعة وتمكنوا من التحصن داخل غرف تغيير الملابس.
وفي موقف عنيف آخر وقع مؤخرا، تعرضت حافلة جريميو لإلقاء الحجارة من جانب مشجعي إنترناسيونال، منافسهم اللدود في ولاية بورتو أليجري، مما تسبب في إصابة العديد من لاعبي الفريق، بما في ذلك الباراغواياني ماتياس فياسانتي والكولومبي جامينتون كامباز.
– تهديدات للحكام في أوروغواي
وفي أوروغواي، أجلت الجولة الخامس للبطولة الافتتاحية يوم السبت بعد التهديدات التي تلقاها الحكام خلال مباراتي ناسيونال-توركي وبينارول دانوبيو.
وأعلن اتحاد حكام كرة القدم في أوروغواي في بيان له القرار بعد اجتماع تم فيه التوصل إلى هذه الحالة بالإجماع.
وأضاف البيان: “اتحاد حكام كرة القدم في أوروغواي لا ولن يقبل أي نوع من البيانات أو التهديدات أو العدوان الذي يتعرض له شركائنا أو نشاطنا”.
– ردود فعل كرة القدم العالمية
بالنظر إلى دوامة العنف في ملاعب كرة القدم بأمريكا اللاتينية، أعرب رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، أليخاندرو دومينجيز، عن رفضه لهذه الأحداث.
وقال دومينجيز عبر حسابه على تويتر “نعرب عن تضامننا مع كرة القدم المكسيكية ومواساتنا لضحايا المواجهات في المدرجات. كرة القدم مرادفة للسلام والوحدة والتسامح. دعونا لا نسمح للعنف بتدمير هذه الرياضة الجميلة”.
كما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن “استيائه من الحادث المأساوي الذي وقع في ملعب لا كوريخيدورا في مدينة كويريتارو خلال المباراة بين كويريتارو وأطلس” وأضاف أن “أعمال العنف في ملعب لا كوريخيدورا غير مقبولة ولا تطاق”.
ومن جانبه، أعلن رئيس رابطة الدوري المكسيكي لكرة القدم، ميكيل أريولا، أنه لن يُسمح بعد الآن بدخول مشجعي الفرق الزائرة إلى الملاعب في مباريات البطولة.
وأعلنت رابطة الدوري المكسيكي الممتاز لكرة القدم عن تأجيل باقي مباريات الجولة التاسعة من (كلاوسورا 2022)، تضامناً مع ضحايا أحداث العنف.