يستهل المنتخب المغربي الأول مشواره في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المزمع اقامتها بالكوت ديفوار 2023 )، مساء يوم غد الخميس على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بمواجهة منتخب جنوب إفريقيا برسم الجولة الأولى ضمن المجموعة 11، وذلك بطموح البصم على انطلاقة جيدة، ومحو أثار الهزيمة الأخيرة خلال المباراة الودية أمام المنتخب الأمريكي بثلاثية نظيفة .
ويأمل زملاء العميد رومان سايس بدء الرحلة إلى “كان” الكوت ديفوار على أفضل وجه وتعزيز الثقة في امكانياتهم ، لكن ذلك لن يتأتى إلا بالفوز، أداء ونتيجة ، في مباراة الجولة الأولى ضد منتخب “البافانا بافانا”، الذي لن يكون لقمة سائغة أمام أسود الأطلس، وحط الرحال في الرباط بهدف العودة إلى الديار بأقل الأضرار .
وخلال مباراة الغد سيكون المنتخب المغربي مكتمل الصفوف، ما سيمنح للمدرب وحيد حاليلوزيتش حرية الاختيار، خصوصا بعد عودة نصير مزراوي وأمين حارث إلى صفوف اسود الأطلس، في انتظار ما ستسفر عنه التشكيلة الرسمية التي سيبدأ بها المدرب البوسني، الذي اشتدت عليه نبال الانتقادات من كل جانب سيما بعد العرض الباهت الذي قدمته كتيبته أمام المنتخب الأمريكي .
ولأن الفريق الذي يسعى للتأهل لا يمكنه أن يضيع نقط المباراة التي تجرى بملعبه، فإن المنتخب المغربي ليس أمامه سوى انتزاع نقاط المباراة سيما وانه يلعب في ميدانه وأمام جمهوره، و المحافظة بالتالي على سجله الخالي من الهزائم في التصفيات، وهي الميزة التي انفرد بها “أسود الأطلس”.
لكن هذا التحدي ليس الوحيد الذي ينتظر الأسود، فبعد الهزيمة المخيبة ضد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، مطلوب من المنتخب الذي حجز مقعده في نهائيات كأس العالم قطر 2022، أن يتجاوز نقط ضعفه، وأن يبرهن أنه قادر على تشريف الكرة المغربية في المحفل العالمي الذي لم تتبق سوى بضعة أشهر على انطلاقته.
وهذا بالضبط ما أكده وحيد خاليلوزيتش في حديثه إلى اللاعبين بعد كبوة سانسناتي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شدد على ضرورة الفوز بمباراة جنوب إفريقيا، وتقديم أداء مشرف ضد منافس يعد أحد أقوى منتخبات القارة.
نفس الرأي يشاطره البلجيكي هوغو بروس، مدرب منتخب “البافانا بافنا”، إذ أكد في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الجنوب افريقية أن فريقه تنتظره مباراة صعبة ضد منتخب أسود الأطلس، الذي يضم ترسانة من اللاعبين الممارسين ضمن اقوي الأندية الأوربية .
واستطرد قائلا “يجب على فريقه ألا يخاف أو يخشى نظيره المغربي، خلال مباراة المنتخبين”، معربا عن يقينه بقدرة منتخبه “على خلق المفاجأة والفوز أمام أسود الأطلس”.
و بالعودة إلى تاريخ المباريات بين المنتخبين ،فقد تميزت المواجهات السبع التي جمعت الطرفين دائما بالندية و الإثارة، إذ كان منتخب “البافانا بافانا” وراء إقصاء الأسود من أمم إفريقيا ثلاث مرات (نسخ 1998 و2002و2013)، بينما آل الفوز للمنتخب المغربي لأول مرة على منتخب جنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا سنة 2019 في مصر.
و سيكون المنتخب المغربي مدعو إلى تأكيد الطفرة التي تعيش على إيقاعها كرة القدم المغربية وريادتها عن جدارة و استحقاق على الصعيد القاري، سيما مع تتويج الوداد الرياضي بدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم على حساب الأهلي المصري وانتزاع فريق نهضة بركان كأس “الكونفدرالية” الإفريقية لكرة القدم على حساب “تي بي” مازمبي الكونغولي ، مكرسا السيطرة المغربية المطلقة على هذه المسابقة .
يذكر أن المجموعة الـ11 في تصفيات “كان 2023” باتت تضم 3 منتخبات فقط (المغرب، جنوب إفريقيا وليبيريا)، بعد تأكيد قرار استبعاد منتخب زيمبابوي.