الجميع يذكر كيف كسر المغرب هيبة البرتغال في مونديال المكسيك سنة 1986، و الجميع اليوم يتساءل، هل يعيد أبناء “وليد الركراكي” الإنجاز الخرافي الذي حققه جيل بادو الزاكي و رفاقه، و تاريخ كرة القدم المغربية لا يخلو من تحديات و إنجازات تاريخية، و لعل كل من شاهد أداء المغاربة في مشوارهم المونديالي، يتفق على أن ما فعلوه في نسخة كأس العالم، قطر 2022 هو أعظم إنجاز كروي حققه أسود الأطلس في تاريخهم، بَدْءًا من تجاوز دور المجموعات و ضمان تأهله إلى دور الثمن النهائي متصدرا مجموعته الصعبة بسبع نقاط، و التي ضمَّتْ منتخب بلجيكا و كندا ثم وصيف كأس العالم للنسخة الماضية منتخب كرواتيا، وصولا إلى ما أحرزه ، يوم أمس الثلاثاء 6 ديسمبر، بفوزه على منتخب إسبانيا -أحد أقوى المنتخبات و أبرزها ترشحا لنيل لقب كأس العالم-، ثم العبور لربع نهائي كأس العالم كأول منتخب عربي و إفريقي ينال هذا الشرف، و يصل -لأول مرة في تاريخه- لدور الثمانية، ليصطدم، بعد ذلك، في مباراة نارية من العيار الثقيل، بالمنتخب البرتغالي الذي حقق فوزا كاسحا على منتخب سويسرا، بنتيجة (6-1)، في قمة كروية ينتظرها العالم بترقب و ببالغ الاهتمام، و التي ستقام في العاشر من شهر ديسمبر الجاري (يوم السبت المقبل)، ضمن منافسات ربع نهائي كأس العالم 2022.
قبل 36 سنة من اليوم، قدم جيل كرة القدم المغربية سنة 1986، في مشاركته الثانية ببطولة كأس العالم، بعد مونديال 1970، التي احتضنتها المكسيك، و تحت إشراف المدرب البرازيلي جوزيه “المهدي” فاريا، و بقيادة من الحارس الأسطوري بادو الزاكي، مباراة بقيت خالدة في أذهان المغاربة، و يتعلق الأمر بالانتصار التاريخي الذي حققه “أسود الأطلس” بحضور أسمائه الكبيرة ( بادو الزاكي، عبد المجيد الظلمي، عزيز بودربالة، محمد التيمومي، عبد الرزاق خيري…)، على منافسه البرتغالي بنتيجة 3-1.

لقد أدخل جيل 1986 الفرحة للشعب المغربي – تماما كما فعل أبناء وليد الركراكي- و لم يخيبوا آمال الأنصار و الجمهور المغربي، كما أدخلوا الكرة المغربية، و العربية إلى التاريخ بحيث أصبح المنتخب المغربي آنذاك أول فريق عربي أفريقي يعبر دور المجموعات في بطولة كأس العالم، متصدرا مجموعته التي وصفتها الصحافة العالمية بمجموعة الموت، و التي كانت تضم كل من المنتخب الإنجليزي، و المنتخب البولندي، ثم منتخب البرتغال بنجومه الكبار (كارلوس مانويل، باولو فورتي، و الحارس قائد المنتخب مانويل بينتو).


و لعب المغرب هذه المباراة الملحمية، تحت إشراف المدرب البرازيلي جوزيه المهدي فاريا، و الذي اختار أن يدخل بالتشكيلة التالية:
حراسة المرمى : بادو الزاكي (قائد الفريق)
خط الدفاع: خليفة العابد ،عبد المجيد المريس، مصطفى البياز، نور الدين البويحياوي
وسط الميدان: عبد المجيد الظلمي، مصطفى الحداوي، محمد التيمومي
خط الهجوم : عبد الكريم ميرو كريمو، عزيز بودربالة، عبد الرزاق خيري.

و لعبت كتيبة المغرب ، أمام “برازيل أوروبا”، على أرضية استاد جاليسكو، أفضل مبارياته خلال مشاركته بالمونديال، إذ اختتم أسود الأطلس دور المجموعات بفوز مستحق أداء و نتيجة، بعدما تمكن عبد الرزاق خيري من الوصول إلى شباك المرمى مبكرا، عن طريق تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 19، ثم عاد اللاعب ذاته في الدقيقة 27 محرزا هدفا ثانيا و أصبح بذلك أول عربي أفريقي يسجل هدفين في مباراة واحدة بالمونديال، لينتهي الشوط بهدفين لصفر، بينما أضاف عبد الكريم ميري كريمو الهدف الثالث في شباك المنتخب البرتغالي، في الدقيقة 62 من زمن شوط المباراة الثاني، و قلص المنتخب البرتغالي النتيجة بعدما تمكن اللاعب ميراندا من تسجيل هدف وحيد لصالح منتخبه في آخر دقائق المباراة (د’80).


و لم تكتمل فرحة هذا الإنجاز بعدما خسر المنتخب المغربي في الدور التالي، أمام منتخب ألمانيا الذي انتصر بصعوبة و في آخر دقائق المواجهة عن طريقة ضربة حرة سجلها اللاعب لوثار ماتيوس بنجاح في مرمى القائد بادو الزاكي. إلا أن لاعبي المنتخب المغربي خرجوا من البطولة برؤوس مرفوعة و ظَلُّوا أبطالا في عيون المغاربة و فخرا للبلد جيلا بعد جيل.