بعد 15 أسبوعاً من التوقف، تستأنف بطولة دوري أبطال أوروبا مسابقاتها، الثلاثاء، من خلال مباراتين متكافئتين في ذهاب دور الـ16، حيث يلتقي باريس سان جيرمان مع بايرن ميونخ، ويحل توتنهام ضيفاً على ميلان.
تستحوذ المباراة المقررة على إستاد حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس، على اهتمام كبير كونها تجمع بين اثنين من الفرق، التي حظيت بترشيحات قوية للفوز باللقب قبل بداية البطولة هذا الموسم.
ويتصدر كل من سان جيرمان وبايرن جدول مسابقة الدوري المحلي في بلده، ولكن الفترة الماضية شهدت ظروفا متباينة لكل منهما في مسيرته المحلية ما ضاعف من حجم الإثارة المتوقعة قبل المواجهة المرتقبة بينهما على بطاقة التأهل لدور الثمانية الأوروبي.
وحافظ سان جيرمان على صدارته للدوري الفرنسي، بفارق 5 نقاط أمام مارسيليا صاحب المركز الثاني، تعرض الفريق لأكثر من هزيمة منذ استئناف فعاليات الموسم الحالي في يناير الماضي بعد فترة توقف بسبب كأس العالم.
وكانت آخر هذه الهزائم أمام موناكو بالدوري السبت، كما خرج الفريق قبلها بأيام قليلة من دور الـ16 لكأس فرنسا بالهزيمة أمام مارسيليا.
وبعدما كان مقرراً أن تصبح المباراتان أمام مارسيليا وموناكو اختباراً جيداً للفريق من أجل الاستعداد المعنوي والبدني والفني قبل مواجهة بايرن، تلقى الفريق صدمتين متتاليتين قبل مواجهة البطل الألماني.
وضاعف من حجم الصدمة أن الفريق لم يقدم الأداء المنتظر منه في مواجهة الفريقين خاصة مع غياب مهاجمه الخطير كيليان مبابي بسبب الإصابة، كما غاب زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي عن مباراة الفريق أمام موناكو وفشل نيمار في تعويض غياب زميليه.
وبرغم هذا، تلقى سان جيرمان دفعة معنوية جيدة اليوم بعودة ميسي ومبابي سوياً لتدريبات الفريق، ولكن مشاركتهما في مباراة الثلاثاء تبدو مرهونة بالموقف النهائي لعملية تعافيهما من ناحية ورؤية الجهاز الفني من ناحية أخرى.
وفي المقابل، جاء استئناف الموسم الكروي في ألمانيا، بعد فترة توقف طويلة بسبب مونديال 2022 والعطلة الشتوية، مثيراً للجدل بالنسبة لبايرن ميونخ حيث تعادل الفريق في 3 مباريات متتالية بالدوري الألماني، وبنتيجة واحدة.
وتسببت هذه التعادلات في تقليص الفارق مع يونيون برلين صاحب المركز الثاني في جدول المسابقة إلى نقطة واحدة ومع بوروسيا دورتموند إلى 3 نقاط، بعدما حقق كل من يونيون برلين ودورتموند 5 انتصارات متتالية مقابل فوز بايرن في آخر مباراتين خاضهما بالمسابقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
واستعاد بايرن اتزانه في الوقت المناسب قبل مواجهة سان جيرمان، ولكنه ما زال يفتقد عناصر مهمة للغاية في صفوفه قبل المواجهة المرتقبة غدا، والتي تمثل تحدياً بين طموح سان جيرمان، الذي لم يفز بلقب دوري الأبطال من قبل، وخبرة بايرن الذي توج باللقب 6 مرات سابقة.
وتتمثل العناصر الغائبة عن بايرن بهذه المباراة في كل من المهاجم السنغالي ساديو ماني وحارس المرمى المخضرم مانويل نوير والمدافعين نصير مزراوي ولوكاس هيرنانديز.
ويمثل مزراوي وهيرنانديز اثنين من العناصر المهمة للغاية ولكن الفريق نجح في تعويض غيابهما بالتعاقد مع جواو كانسيلو على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي قبل غلق باب الانتقالات الشتوية في يناير الماضي.
وفي مباراة أخرى الثلاثاء، يتطلع كل من ميلان وضيفه توتنهام إلى ضربة بداية جديدة قوية في المسابقة الأوروبية بعد موسم باهت على مستوى البطولات المحلية.
وكان ميلان توج بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي، لكنه أصبح في الموسم الحالي بمثابة شبح لما كان عليه عندما أحرز اللقب، حيث قدم الفريق موسماً متواضعاً للغاية واتسع الفارق الذي يفصله عن نابولي المتصدر في الدوري الإيطالي إلى 18 نقطة بعد 22 مباراة لكل منهما.
كما ودع الفريق بطولة كأس إيطاليا مبكراً وخسر أمام جاره ومنافسه التقليدي انتر ميلان بثلاثية في مباراة السوبر الإيطالي، واعترف مديره الفني ستيفانو بيولي بأن فريقه لابد أن يركز بشدة في دوري الأبطال بعدما ضاع حلم الدفاع عن اللقب في الدوري الإيطالي.
وفي المقابل، ابتعد توتنهام بشكل كبير عن دائرة المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي وإن كان الفريق لا يزال منافساً بمسابقة كأس إنجلترا.
ويسعى توتنهام مثل ميلان إلى الوصول لأبعد نقطة ممكنة في دوري الأبطال من أجل تحقيق أي مكاسب في الموسم الحالي.