عندما نتأمل في التاريخ، تنبثق من الأعماق سيول الذكريات والأحداث التي تظل عالقة في الأذهان، مشاهد ولحظات طبعت مراحل زمنية مختلفة.
وفي عالم الرياضة المغربية، تبقى بعض اللحظات مميزة، تحمل طابعًا خاصًا لا يُنسى، وفي شهر رمضان، تأتي سلسلة “رحلة رياضية رمضانية ” لتأخذنا في رحلة عبر تاريخ الرياضة المغربية والعالمية، لتنعشنا بذكريات الفرجة والإثارة التي لا تزال حاضرة في قلوبنا
يظل نهائي دوري أبطال إفريقيا لعام 1999 بين الرجاء البيضاوي المغربي والترجي التونسي واحدة من أعظم المحطات في تاريخ الفريق الأخضر، حيث شهدت المواجهة أحداثًا مثيرة وتحديات كبيرة جعلتها تظل عالقة في أذهان الجماهير.
بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي في ملعب الأب جيكو، ظن الكثيرون أن الترجي، الذي كان يضم نخبة من لاعبي المنتخب التونسي، أصبح قريبًا من تحقيق اللقب، خاصة أنه سيخوض الإياب على أرضه وبين جماهيره. في المقابل، كان الرجاء يضم فريقًا شابًا لا يتجاوز معدل أعماره 23 سنة، لكنه كان يملك روحًا قتالية عالية وعزيمة لا تلين.
مجزرة تحكيمية وانتصار تاريخي
حظيت المواجهة بمتابعة عالمية بسبب الجدل التحكيمي الكبير الذي رافقها، حيث واجه النسور الخضر قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، لكنها لم تثنهم عن القتال حتى آخر لحظة. انتهى لقاء الإياب في ملعب المنزه بنفس نتيجة الذهاب (0-0)، ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، حيث تمكن زملاء مصطفى مستودع من حسم اللقب لصالحهم وسط أجواء مشحونة.
الرجاء يصنع التاريخ في أمسية رمضانية
بتتويجه باللقب يوم 12 ديسمبر 1999، بقيادة المدرب الراحل الأرجنتيني أوسكار فيلوني، دخل الرجاء البيضاوي تاريخ البطولة من أوسع أبوابه، حيث أصبح أول فريق عربي وإفريقي يحقق دوري أبطال إفريقيا في مباراة الإياب خارج ملعبه بعد التعادل ذهابًا.
كان هذا التتويج الثالث في تاريخ الرجاء والأخير حتى الآن في دوري أبطال إفريقيا، لكنه ظل رمزًا للقتالية والإصرار في تاريخ النادي، حيث رفع الفريق علم المغرب عاليًا في واحدة من أصعب النهائيات التي شهدتها المسابقة.