تشد الأنظار غذا السبت مباراة المنتخب المغربي الرديف ضد نظيره الجزائري ببطولة كأس العرب- فيفا التي تدور بقطر، وهي المباراة التي سيحتضنها ملعب الثمامة بالدوحة، وينتظر أن يحضرها جمهور غفير من مناصري منتخبي البلدين والعديد من المهتمين بالرياضة وشأن كرة القدم الإفريقية والعربية والدولية باعتبار ان بطولة كاس العرب –فيفا 2021، بشكل عام، تشكل عرسا عالميا وبروفة تجريبية لكاس العالم2022، المنتظر أن تنظيمها بقطر، على أرضيات نفس الملاعب، وفي نفس الفترة والتوقيت اللذين تدور فيهما فعاليات كاس العرب 2021 الآن، وبلغت الدور الإقصائي الأهم، أي الربع النهائي الذي تنتهي مبارياته بخروج الخاسر.
الإقبال على اقتناء تذاكر المباراة مؤشر على حضور قياسي للجماهير من البلدين ومن جماهير الجاليات المغاربية والعربية بقطر والدول المجاورة لها في الخليج ومن الهيئات الديبلوماسية وغيرها، ولاعبو المنتخبين وإطاراهما التقنيان يعرفون المسؤولية الملقاة عليهم خلال هذه المباراة التي تستأثر باهتمام الرأي العام الرياضي وغير الرياضي في بلديهما، المغرب والجزائر، وتتعداه إلى الرأي العام في القارة الإفريقية والعالم العربي والدولي، إذ أنهم مجبرون على تقديم طبق فرجوي رفيع المستوى يشرف الرياضة وكرة القدم في بلديهما أولا، ومن خلالهما تشريف الكرة الإفريقية والعربية التي أصبحت لها مكانة في منظومة كرة القدم الدولية، و في المباراة فرصة للتأكيد على تبوؤ هاته المكانة.
الروح الرياضية والتسامح بين منتخبين تربطهما العديد من الروابط التاريخية والثقافية والجوار القريب، هي الأخرى مطلب للتحلي به لتاكيد هذه المكانة، على الرغم من حساسية المباراة التي تكتسي طابع “ديربي” بين منتخبين جارين وشقيقين يجمعهما أكثر ما يفرقهما ، يجبرهما اللقاء على التنافس الشريف وعدم تجاوز هاته الروح، المبنية على الانتصار للاقوى و الاسرع و ااعلى ولا تتعدى ثالوث الربح والخسارة و التعادل.
وظلت المباراة بين المنتخبين، المغربي والجزائري، ذات حساسية، تفرضها الوضعية السياسية بين البلدين، بسبب قضية الصحراء المغربية، التي اعتاد حكام الجزائر أن يجعلوا منها مطية لتذويب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الداخلية للبلاد، وبتجييش الشعب الجزائري، ومن خلاله، الجمهور الرياضي، كلما تعلق الأمر بمباراة رياضية بين منتخبي البلدين في كل الرياضات، وفي مقدمتها، منتخبا كرة القدم التي تستأثر اهتمام أعدادا كبيرة من الجماهير والرأي العام في البلدين. إلا أن الإطارين التقنيين للمنتخبين والمسؤولين المرافقين لهما في هذه المهمة الرياضية الصرف واعون
بضرورة التعامل في هذه المواجهة بروح الرياضة والإخاء، على أرضية الملعب، بعيدا عن كل حساسية زائدة، من شأنها أن تخدش وجه الرياضة في البلدين وصورتها في القارة الإفريقية والعالم العربي بالخصوص.