كشفت معطيات من وزارة الصحة، أن 60 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا يعالجون داخل منازلهم، بعدما بلغ عدد الحالات النشطة إلى غاية حصيلة السبت ما مجموعه 26652 حالة، أي إن 15991 مصابا بالوباء يتلقون العلاج داخل منازلهم.
وكان المغرب قرر الشروع في علاج الأشخاص المرضى بـ “كوفيد-19” في منازلهم، حيث يوقعون تصريحا بالشرف يلتزمون فيه بأنهم سيمتثلون لتوجيهات السلطات الصحية بخصوص فترة الحجر الصحي المتمثلة في 14 يوما، وتختلف فترة عزل المصابين بالوباء داخل منازلهم من دولة إلى أخرى، لكن التوجه العام قبل أيام ذهب في اتجاه تقليص المدة إلى خمسة أيام فقط بالنسبة للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أية أعراض مرضية.
وأوضح معاذ مرابط، أن اللجنة العلمية الاستشارية الخاصة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب يرتقب أن تعلن عن رأيها بخصوص إعادة النظر في المدة الزمنية المتعلقة بعزل مرضى كورونا داخل منازلهم، وأضاف منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة بوزارة الصحة، أن فرنسا مثلا عمدت إلى تخفيض مدة العزل إلى 7 أيام، وإسبانيا خفضت المدة إلى 10 أيام.
وأغلب الحالات في المغرب خالية من علامات مرضية أو أمراض مزمنة باتت تعالج بالمنازل بعد التأكد من الإصابة بالفيروس، وتستغرق فترة العزل الصحي 14 يوما، وما بين 7 و10 أيام بالنسبة لتناول الدواء، حسب حالة كل شخص على حدة، وفي حالة ظهور علامات مرضية بالنسبة للأشخاص الذين يُعالجون داخل منازلهم، فإنهم مطالبون بزيارة الطبيب في أقرب وقت، خصوصا في حالة ارتفاع درجات الحرارة أو ظهور تعقيدات على مستوى جهاز التنفس.
وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط، أن يستمر ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب مع حلول نهاية السنة، موردة أن ترقب الإصابات الجديدة يكشف عن حالة وبائية “مقلقة” مع إمكانية ظهور موجة أقوى من التكاثر في حالة رفع إجراءات الاحتواء الحاجزي.
و أفادت دراسة ، أن خطر حدوث موجة وباء مرتفعا، وذلك بالتزامن مع مخاوف من التزايد المرتفع في الاصابات بالفيروس المسجل خلال الأيام الماضية.
وكشفت دراسة أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط، أنه لا يمكن مواجهة خطر حدوث موجة كبيرة للوباء بالعودة إلى الحجر الصحي الشامل، الذي يمكن أن يشل الاقتصاد الوطني، خصوصا أن آثار الحجر، الذي فرض، أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، لا تزال ملموسة على مستوى النسيج الإنتاجي.
وتوقعت الدراسة ، أن تواصل الوضعية الوبائية، المرتبطة بفيروس كورونا، في المغرب منحاها التصاعدي حتى متم العام الحالي، مع احتمال بروز موجة وبائية أكثر حدة، وحسب الدراسة، فإن أعداد الإصابات بكورونا في المغرب قد ترتفع إلى 475 ألف حالة، في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لافتة إلى أن تأثير استراتيجية فرض حجر صحي معمم لمدة يوم واحد في الأسبوع قد يمكن من التقليل من هذه الأعداد بالمقارنة مع منحى التطور المتوقع، بالمقابل، كشفت الدراسة أن استمرار تطور معدل الوفيات اعتمادا على التطور الوبائي الحالي، ينذر بحالة وبائية صعبة، مع إمكانية اعتبار الوضع الصحي المرتبط بالفيروس قابلا للاحتواء على المستوى الاستشفائي باحتمالية كبيرة.
وترى الدراسة أن تطبيق الحجر الواسع النطاق بصفة متقطعة قد يثبت فعاليته في كسر سرعة انتشار العدوى بالفيروس، وفق عملية المحاكاة التي قامت بها الدراسة بخصوص تأثير استراتيجية الحجر المعمم ليوم واحد في الأسبوع على المستوى الوطني، والجهات ذات التطور المقلق للوباء، لا سيما الدار البيضاء – سطات، والرباط – سلا – القنيطرة، بالإضافة إلى جهة مراكش – آسفي.
وتبين عملية المحاكاة أن استراتيجية الاحتواء الأسبوعية لن تسمح بانخفاض مهم في العدوى على المدى القصير، لكنها قد تبطئ بشكل كبير في معدلها على مدى فترة أطول، متوقعة أن تمكن هذه الخطوة من تجنب 72 ألف حالة إصابة، حتى نهاية شهر ديسمبر القادم.
و أشارت الدراسة إلى أن تنفيذ الاستراتيجية، التي أطلقت عليها اسم “التوقف والانطلاق”، يتطلب تدابير مصاحبة مناسبة، مع حملة توعية للسكان حول أهمية توزيع مشترياتهم، ورحلاتهم على أيام الأسبوع الأخرى، التي لن يشملها الحجر، و يأتي ذلك، في وقت كشف فيه المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن المغرب من أكثر الدول الأفريقية تضررا من المرض إلى جانب جنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا ونيجيريا، بسبب التزايد المرتفع في عدد الإصابات والوفيات بالفيروس المسجل منذ بدء إجراءات تخفيف الحجر الصحي.
وكانت الحكومة، قررت تمديد حالة الطوارئ الصحية، لمدة شهر إضافي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع قياسي في أعداد المصابين بفيروس كورونا والحالات الحرجة، وصادقت الحكومة المغربية خلال اجتماع مجلسها على مشروع مرسوم يقضي بتمديد مدّة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء البلاد لمواجهة فيروس كورونا، وذلك لغاية العاشر من نوفمبر المقبل.