استضافت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مساء أمس الثلاثاء، ضمن محور اللقاءات الفكرية ، الشاعر والمفكر المغربي الكبير محمد بنيس؛ لمناقشة كتابه “الشعر والشر في الشعرية العربية”.
وتميز هذا اللقاء بحضور عدد كبير من رموز الأدب والثقافة والشعر والفن في مصر وسفير المغرب بالقاهرة السيد محمد آيت اوعلي، وأدارته الشاعرة والأكاديمية المصرية فاطمة قنديل.
وذكر الشاعر المغربي في مستهل هذا اللقاء الفكري بأن الكتاب (صدر السنة الماضية عن دار توبقال للنشر) تطرق إلى مسألة الشعر والشر ، لصلتها المباشرة بالشعرية العربية، التي تقاطعت، عبر تاريخها الطويل، مع موقف الإسلام من الشعر والشعراء.
وأضاف أن طرح هذه المسألة يعود إلى بدايات البناء النظري لنقد الشعر عند العرب، في القرن الثاني للهجرة، مبرزا أن هذه الإشكالية تنطوي على حساسية شديدة، تفصل بين الشعر والأخلاق.
ولفت إلى أنه أعطى لنفسه الحرية ليكتب ما يفكر فيه دون اكتراث برد الفعل.
وأكد الشاعر المغربي أن “الحداثة الشعرية تقوم في الأساس على ممارستين متكاملتين هما النظرية والنص.. و الأصوات التي تنادي بفصل النظرية عن النص لم تكن تدرك أن القصيدة لا يمكن أن تأتي دون وعي جديد”.
وأبرز أن الوعي الشعري عنده ارتبط بالتجربة الشعرية في المغرب؛ وكذلك بالوعي النظري العالمي، موضحا أن كتابه “الذي انطلق من الأسئلة المبنية على أسس قديمة في الشعر، هو بمثابة خلاصة دراساته من قبل في الشعرية”.
يذكر أن الشاعر المغربي محمد بنيس ولد سنة 1948 في مدينة فاس، نشر قصائده الأولى سنة 1968، وأصدر ديوانه الأول “ما قبل الكلام” سنة 1969. أسس في 1974 مجلة “الثقافة الجديدة” التي لعبت دورا حيويا في تحديث الثقافة المغربية، كما ساهم في تأسيس دار توبقال للنشر سنة 1985، التي وضعت أسس تحديث الكتاب المغربي. وكان في 1996 من مؤسسي “بيت الشعر في المغرب” الذي أصبح رئيسا له لثلاث فترات رئاسية حتى 2003.
ونشر أكثر من أربعين كتابا، منها خمسة عشر ديوانا شعريا، وصدرت له أعمال مع أدباء من المغرب والعالم العربي وفرنسا وأمريكا واليابان، في صيغة كتب وحقائب فنية.
وتتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، حتى 6 فبراير المقبل، وذلك بمشاركة 70 دولة و 1200 دار نشر و 5250 من العارضين.
ويشارك المغرب في فعاليات المعرض ب 11 دار نشر تعرض مستجدات الفكر والأدب المغربيين. ويضم الجناح المغربي أروقة لمختلف دور النشر المشاركة والتي تعرض ك تبا وإصدارات تستعرض مختلف جوانب الفكر والإبداع وكذا جوانب من تاريخ وثقافة المملكة وهويتها المتميزة التي تجمع بين التراث الأصيل والحداثة المستمرة.
