تعيش العاصمة المغربية الرباط، منذ مساء الثلاثاء، على وقع استعدادات أمنية ولوجستية مكثفة، ترقباً لإشراف جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس 24 أبريل 2025، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال تمديد خط القطار فائق السرعة من القنيطرة إلى مدينة مراكش، في خطوة وُصفت بالاستراتيجية نحو تعزيز الربط بين شمال المملكة وجنوبها.
ومن المرتقب أن تتم مراسم التدشين في محطة أكدال للقطارات، التي شهدت منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم تعزيزات أمنية مكثفة، وتطويقاً شاملاً لمحيط المحطة والطرق المؤدية إليها، تحسباً لهذا الحدث الوطني الذي يحمل أبعاداً اقتصادية وتنموية كبرى.
ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية المغرب الرامية إلى تحديث منظومة النقل والبنية التحتية السككية، تمهيداً لتحول لوجستي استباقي استعداداً لاحتضان المملكة لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030، والتي ستُنظم بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وقد فازت شركة “كولاس أَمبارك” الفرنسية بصفقة تطوير الخط الجديد فائق السرعة، من خلال ثلاثة عقود تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 430 مليون يورو. وتشمل هذه العقود تنفيذ أعمال البنية التحتية والهندسة المدنية، وتشييد السكك والمحطات الفرعية، ومد الخطوط الكهربائية العلوية.
وسيتولى فرع الشركة بالمغرب “الأشغال الكبرى الطرقية” (GTR) إنجاز الحزمة الثالثة من أشغال الهندسة المدنية، بتكلفة تناهز 180 مليون يورو، فيما ستشرف “كولاس ريل” على تنفيذ الحزمة الشمالية بكلفة 200 مليون يورو، إضافة إلى حزمة أولى قيمتها 50 مليون يورو، مخصصة لأعمال البنية التحتية على الخطوط القائمة حالياً.
ويمتد مشروع التمديد الجديد على محور القنيطرة – الدار البيضاء – مراكش، ليربط بشكل مباشر بين شمال المغرب وجنوبه، مع توسيع الشبكة التي انطلقت سنة 2018 بخط طنجة – القنيطرة، أول قطار فائق السرعة في إفريقيا.
ويُرتقب أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في الربط بين كبريات المدن المغربية، بما يدعم تنافسية الاقتصاد الوطني، ويُعزز جاذبية المغرب كمنصة للاستثمار والسياحة، خصوصاً في ظل الدينامية الكبيرة التي تشهدها مدينة مراكش ومحيطها.