لم يعد المتسولون هم أولئك الذين يلبسون الأسمال والثياب الرثة، ويطوفون بالمقاهي أو يفترشون الأرض طمعا في بعض الدريهمات، وهناك محترفون ممن يصطنعون العاهات، بل أصبح اليوم يتم عبر الكاميرا ومن خلال قنوات في اليوتوب، التي يستعملون فيها كل الأساليب الخبيثة لجلب المشاهدين، الذين تتحول دقائق مشاهداتهم إلى أموال طائلة تدخل حسابات أولئك المتباكين على الشعب.
المشكل هو أن هؤلاء المتسولين الجدد، يدعون أنهم أولاد الشعب ويدافعون عن قضاياهم أو يتحدثون عما هو اجتماعي، لكن كيف يمكن أن يكون مول الكسكيطة ابن الشعب وهو الذي وصف المواطنين بالحمير؟ هل الشعب الذي يدافع عنه شعب الحمير؟
وبعد أن دخل السجن بتهم متعلقة بالسب والشتم أعلنت زوجته أنها ستطلق قناة على يوتوب كي تضمن مداخيل لعائلتها، كما قال طاليب، اليوتوبر الذي يزعم أنه ابن الشعب وتبلغ مداخيله ستة ملايين سنتيم شهريا، أنه سيساعد زوجة مول الكسكيطة على إنجاز قناة دعما لها باعتبارها من أبناء الشعب، وربما سيشرف عليها كي يكون له منها مداخيل إضافية.
يوتوبرز تطلب النساء كي يشاهدوا فيديوهاتها وهي تشتم أم زوجها يبلغ مدخولها الشهري تسة ملايين سنتيم شهريا.
كما يفسد المتسولون الذوق العام بالشارع يفسد هؤلاء الذوق العام بشبكة الأنترنيت بالنظر للتفاهات التي ينشرون.
المشكل العويص هو أن هذه الأموال تدخل عن طريق السب والشتم والتطاول على المؤسسات والأشخاص.
