أزاح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اللثام عن وجه عداء النظام العسكري العجوز في الجزائر تجاه المملكة المغربية، وإنتزع “تبون” القناع أمام المغرب، واصفا المغرب بـ”الكيان المعادي”، موجها الأوامر “العسكرية” البغيضة و الحاقدة للشركات الجزائرية بوقف التعامل و التعاون مع المؤسسات و الشركات المغربية، وذلك في مهلة حددها الرئيس “المريض” في 10 أيام لفك الإرتباطات التجارية والمعاملات مع المغرب.
و أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شركات اقتصادية حكومية وأخرى خاصة بإنهاء علاقاتها التعاقدية مع كيانات أجنبية وصفها بأنها معادية للجزائر، بدعوى أنها تمس بـ” المصالح الحيوية والأمنية” لبلاده، حيث كشفت صحيفة “النهار” في موقعها الإلكتروني يوم الأحد، أن الرئيس تبون، أصدر توجيها رئاسيا للحكومة ولمسؤولي الشركات الاقتصادية بخصوص تعاقد مؤسسات حكومية وخاصة مع كيانات أجنبية، وأوضحت الصحيفة أن التوجيه تحدث عن تلقي تقارير كشفت عن إفراط مؤسسات اقتصادية حكومية وخاصة في التعاقد مع كيانات أجنبية على نحو لا يراعي المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للبلاد.
وأشارت التعليمات، الى أن شركتي التأمين الحكوميتين، الشركة الوطنية للتأمين، والشركة الجزائرية للتأمين وإعادة التامين، قامتا بربط اتصالات مع مؤسسات مغربية، ووجه تبون، أوامر لوزير المالية بمنع تحويل الأرباح الخاصة بعقود من هذا النوع للخارج، كما أمهل المسؤولين المعنيين مهلة أقصاها 10 أيام لوضع حد نهائي لهذه العلاقات، اعتبر الرئيس تبون في تعليماته، تلك العلاقات التعاقدية بأنها تمس بالمصالح الحيوية للجزائر وبأمنها وهو ما اعتبره بغير المقبول والمرفوض، كما أشارت التعليمات، إلى أن هذه العلاقات نجمت عنها عقود أدت لاستنزاف العملة الصعبة لأجل خدمات متوفرة بالجزائر.
وحسب إحصائيات لمكتب الصرف ، فإن حجم المبادلات التجارية بين المملكة والجزائر بلغت ما يناهز 9.19 مليار درهم خلال الفصول الثلاثة الأولى من سنة 2013، شكلت المنتجات الطاقية من بترول وغاز، المستوردة من الجزائر، ما يقارب %75 من مجموع هذه المبادلات، وذكر المكتب أن الرباط تستورد من الجزائر أيضًا منتجات الآزوت والأسمدة المخصبة والتمور، وبالمقابل قام المغرب بتصدير أكثر من 371 مليون درهم من منتجات مختلفة، أبرزها الصلب المحوّل والحامض الفوسفوري والإسمنت والجبس، بالإضافة إلى القهوة والذرة ومواد أخرى، وقد عرفت هذه التبادلات التجارية بين البلدين المتجاورين نموًا واضحًا خلال السنوات الأخيرة.
وانتقل حجم واردات المغرب من المحروقات الجزائرية من 10.8 ملايير درهم في سنة 2014، إلى أقل من 4.3 ملايير درهم ، وكانت المنتجات البترولية والغاز الطبيعي المستوردين من الجزائر يشكلان ما يقارب 75 في المئة من مجموع هذه المبادلات.
و بلغ الحجم السنوي لواردات المغرب من منتجات البترول الجزائري خلال الأعوام السابقة لفترة 2014 وإلى حدود شهر شتنبر الماضي ما يناهز 4.57 مليار درهم، في حين بلغ حجم ما استورده من الغاز الطبيعي من الجارة الجزائر ما يربو عن 3 ملايير درهم، وسجلت صادرات الألبسة التقليدية المغربية إلى الجزائر ارتفاعا بنسبة 97 في المائة خلال سنة 2017، وبلغت قيمتها 18.8 مليون دولار، ما جعلها تمثل 9 في المائة من إجمالي صادرات المغرب إلى الجزائر.