احتضنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الجمعة، حفل إطلاق الجزئين الثاني والثالث من موسوعة “تفكيك خطاب التطرف”، في خطوة تعكس التزامًا جادًا من مؤسسات عربية ودولية في مواجهة ظاهرة التطرف.
وتأتي هذه الموسوعة نتيجة شراكة مثمرة بين الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء، وتهدف إلى تقديم دراسات متعمقة تسلط الضوء على الأفكار والمعتقدات التي تغذي التطرف.
وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من الجهود العالمية لمكافحة التطرف والعنف، حيث يشهد العالم تصاعدًا ملحوظًا في هذه الظواهر.
واكتسب الحفل أهمية خاصة بمشاركة عدد من المسؤولين والسفراء وممثلي البعثات الدولية، مما يبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في هذا المجال.
وتتناول الموسوعة مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تسعى إلى تحليل الخطاب المتطرف، وكشف التحريفات والتأويلات التي تُستخدم لتبرير العنف، من خلال المنهج التحليلي العميق، تهدف هذه الدراسات إلى تفكيك المنظومة الفكرية التي يستند إليها التطرف، مما يوفر أدوات فعالة لفهم الديناميكيات المعقدة التي تحيط بهذه الظاهرة.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، خلال حفل إطلاق الجزئين الثاني والثالث من موسوعة “تفكيك خطاب التطرف”، على أهمية الاستقرار كشرط أساسي لنمو الشعوب وازدهارها.
وأشار المالك إلى أن الاستقرار أصبح أملًا يسعى إليه الجميع في ظل تصاعد العنف والصراعات حول العالم، قائلاً: “إن الاستقرار هو الذي يتيح للأمم أن تفرغ جهدها في البناء وتخصص وقتها للاكتشاف والابتكار.” وأكد أن هذه الموسوعة تأتي في وقت حرج، حيث يواجه العالم تحديات جمة تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها.
وأضاف: “التطرف ليس وليد منطقتنا، بل هو ظاهرة عالمية تتطلب منا جميعًا التكاتف والعمل بجد لمواجهتها.”
وأكد المتحدث أن الموسوعة تهدف إلى تقديم أبحاث ودراسات متعمقة تكشف التحريفات والتأويلات المغلوطة التي يستخدمها الخطاب المتطرف لتبرير العنف.
وشكر المالك الرابطة المحمدية للعلماء على تعاونها المثمر، معبرًا عن أمله في أن تسهم هذه الموسوعة في تعزيز الوعي والمعرفة، وتكون عونًا للشباب والناشئة في مواجهة الأفكار المتطرفة.
من جهته، أشار ممثل الرابطة المحمدية للعلماء إلى أهمية التعاون بين المؤسسات لمواجهة ظاهرة التطرف، مؤكدًا أن الموسوعة تعتبر أداة مهمة لنشر الوعي والمعرفة حول الأفكار المتطرفة ووسائل التصدي لها.
ويذكر أن موسوعة “تفكيك خطاب التطرف” تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز الحوار والتفاهم، وتقديم حلول فعالة لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، حيث تضم الموسوعة مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تسعى إلى تفكيك الخطاب المتطرف، وتهدف إلى تقديم رؤية شاملة حول سبل تعزيز الاستقرار والأمن، وقد حظي الجزء الأول من الموسوعة بتقدير كبير، مما يعكس الجهود المبذولة من قبل الباحثين والمختصين.
