كشفت النتائج التفصيلية للإحصاء العام للسكنى الذي قدمته المندوبية السامية للتخطيط، ارتفاع ساكنة المدن في المغرب بحوالي 3 ملايين نسمة، وتشير النتائج أن سبعة مدن تمثل 38 في المائة من السكان الحضريين بالمغرب، بينهم الدار البيضاء (3.236 مليون)، طنجة(1.275 مليون)، فاس(1.183 مليون)، مراكش(1.015 مليون)، سلا (945 ألف نسمة)، مكناس (562 ألف نسمة)، الرباط (516 ألف نسمة).
وأكدت الأرقام أن النمو السكاني متباين حسب الجهات، فهناك جهات تعرف ديناميكية ديمغرافية مهمة، وهناك جهات أخرى تعرف نموا ديمغرافيا أقل، وهناك جهة الشرق عدد سكانها تراجع بالنظر إلى عوامل الهجرة، وأشار شكيب بنموسى في الندوة الصحفية، أن معدل الخصوبة في المغرب انخفض، حيث إذ وصلنا إلى طفلين على الصعيد الوطني لكل امرأة، وهذه أقل نسبة في عتبة تعويض الأجيال، لافتا إلى وجود تفاوت بين الجهات في معدلات الخصوبة، فهناك عدد من الجهات نسبة الخصوبة فيها أقل من عتبة طفلين لكل امرأة.
وشدد على أن الهرم السكاني في المغرب بدأ في الانقلاب، فنسبة الأطفال دون 15 سنة انخفضت إلى 26 في المائة، وفي نفس الوقت ارتفعت الساكنة التي تبلغ من العمر 60 سنة إلى 14 في المائة وهذا سيكون له أثر على النتائج الديمغرافية في المستقبل، وأيضا على السياسات العمومية المتبعة.
وأوضح أن حجم الأسر في انخفاض وعدد أفراد كل أسرة أصبح أقل من أربعة أفراد، مع تسجيل تفاوتات بين العالم القروي والحضري، وتصل نسبة الأسر التي تتكون من فرد إلى ثلاث أفراد إلى 43 في المائة، وهذه النسبة ارتفعت إذا ما قارناها بما كان عليه الوضع سابقا.
و كشف شكيب بنموسى المندوب السامي للتخطيط ، أن نسبة الأمية في صفوف المغاربة لا تزال مرتفعة، في حين أن أغلب المواطنين البالغين 25 سنة فما أكثر لديهم مستوى دراسي يقل عن المستوى الإعدادي، أو أميون، وحسب الأرقام التي أسفر عنها إحصاء 2024، والتي قدمها بنموسى، فإن نسبة الأمية بالمغرب تبلغ 25 في المئة لدى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 10 سنوات، مع وجود تفاوتات مهمة على الصعيد الجهوي، وهي نسبة وإن كانت مرتفعة تبقى أقل مما كان عليه الوضع في سنة 2014، حيث كانت النسبة تناهز 32 في المئة.
وبخصوص التعبيرات اللغوية، أفاد المندوب أن “الدارجة” المغربية تحتل الصدارة، حيث يتمكن منها أكثر من 92 في المئة، ثم الأمازيغية التي يتمكن منها 25 في المئة من المغاربة، فضلا عن الحضور المهم للحسانية في الأقاليم الجنوبية، مع تسجيل ارتفاع نسبة الساكنة التي هي متمكنة من لغات أجنبية خاصة الفرنسية والإنجليزية.
وبالعودة إلى المستوى الدراسي للمغاربة، بينت مخرجات إحصاء 2024 أن معدل سنوات تمدرس البالغين 25 سنة أو أكثر على المستوى الوطني تناهز 6 سنوات، مع تفاوت بين الجهات، ولا تتعدى نسبة الذين لديهم مستوى إعدادي فما فوق 39 في المئة، مع تفاوت بين الجهات والمجالين القروي والحضري.
وأكد بنموسى وجود تقدم متواصل في نسبة الأطفال بين4 و 5 سنوات الذين يدرسون في التعليم الأولي، حيث تبلغ النسبة 63 في المئة، وتبلغ نسبة الأطفال بين 6 و11 سنة المتمدرسين 96 في المئة، مع تسجيل مستوى عال في تمدرس الفئة السنية بين 12 و14 سنة.
و كشف المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، أن نسبة البطالة على الصعيد الوطني بلغت 21,3% حسب نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، متجاوزة بذلك معدل 13.6% الذي أبانت عنه آخر تحديثات المندوبية السامية للتخطيط التي تتم بصفة دورية.
وأبرز بنموسى أن ارتفاع الرقم الذي أسفر عنه إحصاء هذه السنة مقارنة بنتائج الدورية للمندوبية السامية للتخطيط يبقى “أمرا عاديا” بالنظر إلى اختلاف الطرق المعتمدة بين البحثين في العديد من الجوانب، مبرزا أن النتائج الدورية للمندوبية تعتمد على آليات لمقارنة البيانات من مصادر متعددة لضمان صحتها، في حين يعتمد الإحصاء العام فقط على التصاريح الذاتية للأشخاص.
وتابع المندوب السامي خلال تقديمه النتائج التفصيلية لعملية الإحصاء اليوم الثلاثاء 17 دجنبر أن تحديد المدة الزمنية التي يجب أن يظل فيها الشخص بدون عمل قبل تصنيفه ضمن خانة العاطلين تظل أطول في الأبحاث الدورية مقارنة بالمدة المعتمدة خلال الإحصاء الأخير، مضيفا أن نفس نسبة الاختلاف سُجلت خلال إحصاء سنة 2014.
وحسب الجنس، سُجلت أعلى نسبة بطالة عند الإناث بنسبة 25.9% منخفضة من نسبة 29.6% المسجلة خلال إحصاء سنة 2014، في المقابل سجلت بطالة الذكور منحى مغايرا، بعد أن ارتفعت من 12.4% المسجلة سنة 2014 إلى 20.1% خلال السنة الجارية، أما على مستوى التوزيع الجغرافي، فقد سُجلت أعلى نسب البطالة في جهة كلميم – واد نون بنسبة 31.5%، متبوعة بجهة الشرق بنسبة متقاربة بلغت 30.4%، ثم جهة بني ملال – خنيفرة بـ26.8%، تليها العيون – الساقية الحمراء بـ26.6%، ثم فاس – مكناس بنسبة 23.3%، وجهة درعة – تافيلالت بنسبة 22.2%، حيث سجلت هذه الجهات الست نسبا أعلى من المعدل الوطني الذي بلغ 21.3%..