دعا حزب «العدالة والتنمية» المغربي إلى الشروع في الإعداد المبكر للانتخابات المقبلة، محذراً مما اعتبره «استغلالاً سياسياً» لحدث تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، في إشارة إلى غريمه حزب «التجمع الوطني للأحرار» الذي يقود الحكومة الحالية.
وجاء هذا الموقف خلال مداخلة لعبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب، أمس الثلاثاء، في اجتماع للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، خُصص لمناقشة مشروع قانون يتعلق بجبايات الجماعات الترابية، وذلك بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.
وربط بووانو الدعوة إلى الإعداد المبكر للانتخابات المقبلة بكون ولاية الحكومة المرتقبة ستتزامن مع فترة التحضير لاحتضان المملكة لنهائيات كأس العالم سنة 2030، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، معبراً عن مخاوف الحزب من أن يتم توظيف هذا الحدث الرياضي الكبير كورقة انتخابية.
وقال البرلماني الإسلامي إن «هناك من بدأ فعلاً في استغلال المونديال»، داعياً إلى إطلاق مشاورات مبكرة حول الاستحقاقات الانتخابية، لضمان نوع من تكافؤ الفرص بين مختلف الفاعلين السياسيين، على حد تعبيره.
وليست هذه المرة الأولى التي يُعبر فيها حزب العدالة والتنمية عن مخاوفه من استغلال الحكومة للحدث الرياضي في سياق انتخابي. فقد سبق أن تقدم الحزب بشكاوى رسمية في هذا الصدد، آخرها في مارس الماضي حين وجّه أمينه العام، عبد الإله بن كيران، شكاية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ضد القناة المغربية الثانية (2M).
واتهم بن كيران القناة العمومية بـ«الاستغلال الدعائي والمضلل» لتنظيم كأس العالم 2030، من خلال بث فقرة إشهارية حملت عنوان «إنجازات كبرى… طموح أكبر»، تم عرضها في توقيت ذروة المشاهدة قبل نشرة الطقس، واستغرقت قرابة دقيقتين ونصف.
واعتبر الحزب أن مضمون هذه الفقرة تضمن ربطاً مباشراً بين تنظيم المونديال وعدد من البرامج الحكومية، من قبيل دعم السكن والتعليم والتأمين الصحي وبرنامج دعم المشاريع الصغيرة «فرصة»، وهو ما اعتبره الحزب «خرقاً للقوانين المنظمة للإشهار السمعي البصري» و«تدليساً» على المشاهدين.
كما انتقد الحزب غياب الإشارة إلى الطابع الإشهاري للفقرة، مما يُوهم الجمهور بأنها فقرة إخبارية، في مخالفة للقواعد المهنية، على حد ما ورد في شكاية ابن كيران، الذي رأى في الأمر استغلالاً لحدث وطني يتجاوز الحكومة، وتوظيفاً رمزياً لعبارة «الشوط الثاني» باعتبارها تلميحاً سياسياً إلى استحقاقات انتخابية قادمة.
وتأتي هذه الاتهامات في سياق تزايد التنافس السياسي بين الحزبين، وسط تحضيرات غير معلنة للانتخابات المقبلة، وانتقادات متكررة توجهها المعارضة للحكومة بشأن استعمال وسائل الدولة في الترويج السياسي. بينما تؤكد الحكومة أنها تعمل في إطار القانون، وتسعى إلى استثمار حدث المونديال في تعزيز صورة المغرب وإبراز إنجازاته التنموية.